«عالِمُ الغَيبِ وَ الشَّهادَةِ» أي يعلم السر و العلانية و هو «العَزِيزُ» ألذي لا يغالب «الحَكِيمُ» في جميع أفعاله و (الشكور) في صفة اللّه مجاز و معناه إنه يعامل المطيع في حسن الجزاء معاملة الشاكر و (الحلم) ترك المعاجلة بالعقوبة لداعي الحكمة.
و (الغيب) كون الشيء بحيث لا يشاهده العبد. و (الغائب) نقيض الشاهد و هو «الحكيم» في جميع أفعاله.
و قرأ «يضعفه» بالتشديد إبن كثير و إبن عامر. الباقون «يضاعفه» و قد مضي تفسيره.
مدنية في قول إبن عباس و عطاء و الضحاك و غيرهم و هي اثنتا عشرة آية في الكوفي و المدنيين و عشر في البصري.
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحصُوا العِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللّهَ رَبَّكُم لا تُخرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخرُجنَ إِلاّ أَن يَأتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَ تِلكَ حُدُودُ اللّهِ وَ مَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ لا تَدرِي لَعَلَّ اللّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمراً (1) فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمسِكُوهُنَّ بِمَعرُوفٍ أَو فارِقُوهُنَّ بِمَعرُوفٍ وَ أَشهِدُوا ذَوَي عَدلٍ مِنكُم وَ أَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلّهِ ذلِكُم يُوعَظُ بِهِ مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ مَن يَتَّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً (2) وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَ مَن يَتَوَكَّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدراً (3) وَ اللاّئِي يَئِسنَ مِنَ المَحِيضِ مِن نِسائِكُم إِنِ ارتَبتُم فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشهُرٍ وَ اللاّئِي لَم يَحِضنَ وَ أُولاتُ الأَحمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعنَ حَملَهُنَّ وَ مَن يَتَّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مِن أَمرِهِ يُسراً (4)
ذلِكَ أَمرُ اللّهِ أَنزَلَهُ إِلَيكُم وَ مَن يَتَّقِ اللّهَ يُكَفِّر عَنهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُعظِم لَهُ أَجراً (5)