أربع عشرة آية.
قرأ أهل الكوفة إلا حفصاً «عظاماً ناخرة» بألف، الباقون «نخرة» بلا ألف من قرأ «ناخرة» اتبع رؤس الآي نحو (الساهرة، و الحافرة) و من قرأ نخرة- بلا ألف- قال لأنه الأكثر في كلام العرب، و لما
روي عن علي عليه السلام انه قرأ «نخرة»
و قال النحويون: هما لغتان مثل باخل و بخل، و طامع و طمع. و قال الفراء النخرة البالية و الناخرة المجوفة.
و قوله «وَ النّازِعاتِ» قسم من اللّه تعالي بهذه الأشياء الّتي عددها. و قال قوم: تقديره و رب النازعات و ما ذكر بعدها، لأنه لا يجوز اليمين إلا باللّه تعالي.
و هو ترك الظاهر. و
قد روينا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام أن للّه تعالي أن يقسم بما يشاء من خلقه، و ليس لخلقه أن يقسموا إلا به.
و إنما کان كذلك، لأنه من باب المصالح الّتي يجوز أن تختلف به العبادات، و إنما جاز أن يقسم هو تعالي بما شاء من خلقه، للتنبيه علي موضع العبرة فيه إذ القسم يدل علي عظم شأن المقسم به.
و معني (النازعات) الملائكة تنزع الأرواح من الأبدان، فالنازعات الجاذبات الشيء من أعماق ما هو فيه. و قال الحسن و قتادة: هي النجوم أي تنزع من أفق السماء إلي أفق آخر. و قال عطاء: هي القسي تنزع بالسهم. و قال السدي: هي النفوس تنزع بالخروج من البدن.