خمس عشرة آية.
قرأ إبن عامر و حفص و رويس «من مني يمني» بالياء علي التذكير رّدوه إلي المني. الباقون بالتاء حملا علي النطفة.
يقول اللّه تعالي «كَلّا إِذا بَلَغَتِ» يعني النفس أو الروح، و لم يذكر لدلالة الكلام عليه کما قال «ما تَرَكَ عَلي ظَهرِها»[1] يعني علي ظهر الإرض. و إنما لم يذكر لعلم المخاطب به، و «التَّراقِيَ» جمع ترقوة، و هي مقدم الحلق من أعلي الصدر، تترقي اليه النفس عند الموت، و اليها يترقي البخار من الجوف، و هناك تقع الحشرجة، و قوله «وَ قِيلَ مَن راقٍ» فالراق طالب الشفاء يقال: رقاه يرقيه رقية إذا طلب له شفاء بأسماء اللّه الجليلة و آيات كتابه العظيمة، و أما العوذة فهي رفع البلية بكلمات اللّه تعالي. و قال ابو قلابة و الضحاك و إبن زيد و قتادة: معني «راقٍ» طبيب شاف.
أي اهله يطلبون له من يطببه و يشفيه و يداويه فلا يجدونه. و قال إبن عباس و ابو الجوزاء: معناه قالت الملائكة: من يرقا بروحه أ ملائكة الرحمة أم ملائكة العقاب.