اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 151
عشر آيات.
قرأ اهل الكوفة و يعقوب و سهل (يسلكه) بالياء بمعني يسلكه اللّه. الباقون بالنون علي وجه الاخبار منه تعالي عن نفسه بنون العظمة. و قرأ ابو جعفر و عاصم و حمزة (قل إنما ادعوا ربي) بلفظ الامر. الباقون (قال) علي فعل ماض. و قرأ هشام بن عماد عن إبن عامر (لبداً) بضم اللام. الباقون بكسر اللام. و اللبد و اللبد بمعني واحد، و جمع اللبدة لبد، مثل ظلمة و ظلم. و يقال: لا بد و لبد، مثل راكع و ركع.
يقول اللّه تعالي في تمام الحكاية عما قالته الجن الّذين آمنوا عند سماع القرآن فإنهم قالوا (وَ أَنّا مِنَّا الصّالِحُونَ) و هم الّذين عملوا الصالحات و سمي صالحاً، لأنه عمل ما يصلح به حاله في دينه. و أما المصلح فهو فاعل الصلاح ألذي يقوم به أمر من الأمور، و لهذا وصف تعالي بأنه مصلح، و لم يجز وصفه بأنه صالح. و الصلاح يتعاظم استحقاق المدح عليه و الثواب کما يختلف استحقاق الشكر بالنعم، ففي النعم ما يستحق به العبادة و فيها ما لا يستحق به ذلک و إن استحق به الشكر، فلذلك قال (وَ مِنّا دُونَ ذلِكَ) و المعني ان منا الصالحين في مراتب عالية و منا دون ذلک في الرتبة.
و قوله (كُنّا طَرائِقَ قِدَداً) قال إبن عباس و مجاهد و قتادة: يعني علي مذاهب مختلفة: مسلم، و كافر، و صالح، و دون الصالح. و الطرائق جمع طريقة و هي الجهة
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 151