responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 130

أي‌ ‌علي‌ عجلة. و النصب‌ نصب‌ الصنم‌ ‌ألذي‌ كانوا يعبدونه‌. و ‌قيل‌ اسم‌ الصنم‌ نصب‌ و جمعه‌ نصب‌ مثل‌ رهن‌ و رهن‌-‌ ‌في‌ قول‌ أبي عبيدة‌-‌ و أنشد الفراء ‌في‌ الايفاض‌:

لأنعتن‌ نعامة ميفاضا        خرجاء ظلت‌ تطلب‌ الافاضا[1]

فخرجاء ذات‌ لونين‌، و يقال‌ للقميص‌ المرقع‌ برقعة حمراء أخرج‌، لأنه‌ خرج‌ ‌عن‌ لونه‌، و الافاض‌ طلب‌ ملجأ يلجأ اليه‌، و ‌قال‌ بشر ‌بن‌ أبي حازم‌:

أهاجك‌ نصب‌ أم‌ بعينك‌ منصب‌

و ‌قال‌ الأعشي‌:

و ذا النصب‌ المنصوب‌ ‌لا‌ تنسكنه‌        لعافية و اللّه‌ ربك‌ فاعبدا[2]

و ‌قوله‌ (خاشِعَةً أَبصارُهُم‌) أي‌ ذليلة خاضعة (تَرهَقُهُم‌ ذِلَّةٌ) أي‌ يغشاهم‌ و يركبهم‌ ذل‌ و صغار و خزي‌ ‌لما‌ يرون‌ نفوسهم‌ مستحقة للعقاب‌ و اللعن‌ ‌من‌ اللّه‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ (ذلِك‌َ اليَوم‌ُ الَّذِي‌ كانُوا يُوعَدُون‌َ) ‌به‌ ‌في‌ دار التكليف‌ ‌فلا‌ يصدقون‌ ‌به‌ و يجحدونه‌، و ‌قد‌ شاهدوه‌ ‌في‌ تلك‌ الحال‌.

و ‌قوله‌ (إِنّا لَقادِرُون‌َ عَلي‌ أَن‌ نُبَدِّل‌َ خَيراً مِنهُم‌) ‌لا‌ يدل‌ ‌علي‌ ‌أنه‌ ‌تعالي‌ قادر ‌علي‌ ‌ان‌ يبدل‌ بالكفار ‌من‌ ‌هو‌ خيراً ‌منه‌ و ‌لم‌ يخلقهم‌، فيكون‌ ‌قد‌ أخل‌ بالأصلح‌ لأنه‌ اخبر ‌عن‌ انه‌ قادر ‌علي‌ خير منهم‌ و ‌قد‌ خلق‌ قوماً آمنوا بالنبي‌ ‌صلي‌ ‌الله‌ ‌عليه‌ و آله‌ و بذلوا نفوسهم‌ و أموالهم‌.


[1] اللسان‌ (و فض‌)
[2] مر ‌في‌ 1/ 465 و 4/ 18
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست