اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 127
سمي بذلك. و قيل: النصب نصب الصنم ألذي كانوا يعبدونه. و قيل: معناه إلي علم يسبقون اليه قد نصب لهم. و قرأ الأعشي (يخرجون) بضم الياء. الباقون بفتحها أضافوا الخروج اليهم.
يقول اللّه تعالي علي وجه الإنكار علي الكفار (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا) و معناه أي شيء للذين كفروا بتوحيد اللّه و جحدوا نبوتك (قِبَلَكَ مُهطِعِينَ) أي نحوك مسرعين- في قول أبي عبيدة- و قال الحسن: معناه منطلقين. و قال قتادة: عامدين و قال إبن زيد: معناه لا يطرقون أي شاخصون. و جميع ذلک بمعني الاسراع الي الشيء، فمرة بتشوقه و مرة بقصده و مرة بشخوصه. و قال الزجاج: المهطع المقبل ببصره علي الشيء لا يزايله، و ذلک من نظر العدو، و إنما أنكر عليهم الاسراع اليه لأنهم أسرعوا اليه ليأخذوا الحديث منه ثم يتفرقون عزين بالتكذيب عليه- ذكره الحسن- و قيل: أسرعوا اليه شخوص المتعجب منه. و قيل: أسرعوا اليه لطلب عيب له. و قيل: معناه فما للذين كفروا مسرعين في نيل الجنة مع الإقامة علي الكفر و الاشراك باللّه في العبادة.
و قوله (عَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) قال إبن عباس: عن اليمين و الشمال معرضين يستهزؤن، و معني (عزين) جماعات في تفرقة نحو الكراريس واحدهم عزة، و جمع بالواو و النون، لأنه عوض مما حذف منه، و مثله سنة و سنون.
و أصل عزة عزوة من عزاه يعزوه إذا أضافه إلي غيره، و کل واحدة من هذه الجماعة مضافة إلي الاخري، و قال الراعي:
أ خليفة الرحمن إن عشيرتي أمسي سوامهم عزين فلو لا[1]