الثاني
: من ضل الطريق فانحرف يمنة ويسرة إلا أنه لم يعاند الحق ، وإن ضل عنه لتقصيره ، وزعم
أن ما اتبعه هو الدين ، وما سلكه هو الصراط السوي.
الثالث
: من دعاه حب المال والجاه إلى العناد فعاند الحق ونابذه ، سواء أعرف الحق ثم جحده
أم لم يعرفه. ومثل هذا ـ في الحقيقة ـ قد عبده هواه ، كما أشار سبحانه إليه بقوله
:
وهذا الفريق أشد كفرا من سابقه ، فهو
يستحق الغضب الالهي بعناده زائدا على ما يستحقه بضلاله.
وبما أن البشر لا يخلو من حب الجاه
والمال ، ولا يؤمن عليه من الوقوع في الضلال ، وغلبة الهوى ما لم تشمله الهداية
الربانية ، كما أشير إلى هذا في قوله تعالى :
لقن الله عبيده أن يطلبوا منه الهداية ،
وأن يقولوا : « اهدِنَا الصِّرَاطَ
المُستَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ » فالعبد يطلب من
ربه الهداية المختصة بالمؤمنين ، وقد قال تعالى :