responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 74

يقوم و ينهض احد بالارشاد و الهداية الا و يقل عزمه إذا لم يجد مجيبا من الناس ، فلهذا اخذ اللّه من انبيائه العهود المؤكدة و المواثيق المغلظة ، قال تعالى : و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و ابراهيم و موسى و عيسى بن مريم و أخذنا منهم ميثاقا غليظا و جعل اللّه الرسالة كالامانة عندهم و أمرهم بايصالها الى اممهم و إبلاغها اليهم من التوحيد و بيان الواجبات و المحرمات و غير ذلك مما يحتاج اليه البشر من الأنظمة التي بها قوام الحياة الاجتماعية ، فبعث اللّه الأنبياء [ لما بدّل اكثر خلقه عهد اللّه اليهم ] أشار امير المؤمنين الى عالم الذر و الى الفطرة ، و قد اضطربت اقوال المفسرين و العلماء في تفسير الآية و معاني الأخبار الواردة في هذا الموضوع و نكتفي هنا بذكر الآية إجمالا و نشرح ما يتعلق بذلك في المستقبل بمناسبة كلامه عليه السلام في الفطرة قال اللّه تعالى : و إذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريَّتهم و اشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا . . . الخ و اما الروايات فكثيرة فمنها :

ما في البحار عن تفسير فرات بن ابراهيم عن ابى عبد اللّه الصادق في قوله تعالى : و إذ اخذ ربك من بني آدم الخ قال عليه السلام : اخرج اللّه من ظهر آدم ذريته الى يوم القيامة فخرجوا كالذر ، و عرّفهم نفسه . . . و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربه ، قال : أ لست بربكم ؟ قالوا : بلى . . . الخ .

فبدّل خلق اللّه العهد الذي عاهدوا اللّه تعالى عليه في عالم الذر و هو الاقرار بالتوحيد فلما بدّل اكثر الناس ذلك العهد [ فجهلوا حقه ] حق اللّه تعالى هو العبادة و ان لا يشرك به شيئا ، كما في رسالة الحقوق للامام زين العابدين ، في مكارم الأخلاق عن ثابت بن دينار عن سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام قال :

حق اللّه الأكبر عليك ان تعبده و لا تشرك به شيئا ، فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه ان يكفيك أمر الدنيا و الآخرة . . . الخ [ و اتخذوا الانداد معه ]

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست