على كلا القولين إذ يقول عز و جل : فعصى آدم ربه فغوى ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ، قال اهبطا منها جميعاً . . . الخ [1]فالمستفاد من هذه الآية ان التوبة كانت قبل الهبوط ، و قال عز من قائل : فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع الى حين ، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ، قلنا اهبطوا منها جميعاً . . . . الخ [2] فانك ترى ان التوبة بعد الهبوط و قبله ، و لو لا خوف الوقوع في الخطأ ، و النهي عن التفسير بالرأي لكان لنا مجال في التصرف في [ اهبطوا ] الأولى بأنه هبوط من الجنة الى السماء ، كما قال تعالى : اهبطوا مصراً ، و يظهر لمن تصفّح الأخبار و الأحاديث الواردة في المقام هذا الاختلاف لا تصريحا بل تضمنا . و الأحسن ما قاله شيخنا المجلسي [ ره ] في غير هذا الموضع : فالجزم بأحد المذاهب لا يخلو من إشكال .
و لكن المستفاد من كلام امير المؤمنين عليه السلام هنا بغير تصرف و تأويل ان التوبة كانت قبل الهبوط ، و كيف كان فقد بسط اللّه تعالى أسباب التوبة لآدم بنزول جبرئيل ، أو الخطاب ، [ و لقّاه كلمة رحمته ] أي علمه اللّه و لقنه الكلمة التي إن قالها رحمه اللّه و غفر له ، و هي التوسل بمحمد و آله الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين ، كما في التفسير و بعض كتب الأخبار ، و حينما قبل اللّه توبة آدم سأل آدم جبرئيل أراجعي الى الجنة ؟ فقال اللّه تعالى سأعيدك الى الجنة التي أخرجتك منها .
كما فى الخبر .
( فأهبطه الى دار البلية ، و تناسل الذرية ) أمر اللّه تعالى آدم و حواء و ابليس بالهبوط الى الأرض التي هي دار البلية دار الحزن و الغم دار التعب و النصب ، و المرض