responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 59

التصقت و صلبت و اشتدت ، و تداخل بعضها في بعض ( فجبل منها صورة ذات أحناء و وصول ، و أعضاء و فصول ) و في نسخة : فجعل صورة فخلق من تلك الطينة صورة و مشكلا ذا إعوجاج و جوانب ، و مفاصل و اعضاء و فصول ( اجمدها حتى استمسكت ) أي ايبسها حتى نشف شى‌ء من الرطوبة و استمسكت أي تلاصق بعضها ببعض كاللحم و الأعصاب و العروق ( و أصلدها حتى صلصلت ) أي جعلها صلبة متينة حتى يبس و الصلصال هو الطين اليابس الغير المطبوخ لوقت معدود و أجل ممدود ) لعله عليه السلام اشار الى المدة التي كان آدم عليه السلام صورة مطروحة بغير روح كما في كلام طويل ، أن طينة آدم عليه السلام عجنت أربعين سنة ، ثم جعلت لازبا ، ثم جعلت حماء مسنونا أربعين سنة ، ثم جعلت صلصالا كالفخار اربعين سنة ، ثم جعلت جسدا ملقى على طريق الملائكة اربعين سنة ، و نفخ فيها من روحه بعد تلك المدة . . . الخ و لعل هذا هو المقصود من قوله تعالى : هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا . ( ثم نفخ فيها من روحه ) يستفاد من كلمة ( ثم ) الفصل و التراخى بين الخلق و بين نفخ الروح ، و في إسناد النفخ في حق اللّه تعالى ،

و اضافة الروح اليه نكتة لطيفة ، و استعارة حسنة : فان معنى النفخ إدخال الريح في جوف وعاء ، و النفخ هنا إفاضة الروح في جميع الجثة ، ظاهرها و باطنها .

ثم ان ماهية الروح و حقيقتها معمّا لا ينحلّ إلاّ للمعصومين إذ إدراكها خارج عن ربقة عقولنا و أفهامنا ، و لكن القدر المسلّم أن الروح جوهر مخلوق للّه تعالى :

و لهذا أسندها اللّه تعالى الى نفسه تعظيما و تشريفا ، كما نسب البيت الى نفسه بقوله تعالى : و طهّر بيتي للطائفين . اذ هي قوام الحياة و لأن الروح من اللّه تعالى لا غير ،

و لا يمكن لأحد إيجاد الروح ، و كيف يمكن ذلك و ماهية الروح بعد مجهولة عند البشر ، فهذه الكتب محتوية على اقوال الحكماء و الفلاسفة حول الروح و كل قول

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست