و السهل هو اللين من الأرض ، و عذب الأرض ما طاب منها و استعد للنبات و الزرع ، و السبخ ما ملح منها ، و سنّ الماء صبّه برفق ، و المسنون الطين الرطب ،
و لاطها خلطها و عجنها ، و البلة البلل ، و لزبت التصقت و صلبت و تداخل بعضها في بعض ،
و جبل اى خلق ، و الأحناء جمع حنو كل ما فيه اعوجاج أو بمعنى الجوانب ،
و الوصول جمع وصل أي المفاصل ، و فصول الجسد ملتقى كل عظمين ، و اجمدها جعلها جامدة ، و اصلدها جعلها صلبة ملساء ، و صلصلت يبست ، و مثل بضم الثاء يقال : مثل الشيء . اذا قام منتصبا ، و يجيلها يحركها في المعقولات ، و يختدمها يستعملها في مقاصده و حوائجه كالخدم ، و الأذواق جمع ذوق و هو قوة تدرك بها الطعوم .
المعنى
الظاهر ان السيد الرضي قدس سره قد قطّع الخطبة تقطيعا ،
و أسقط منها بعضها ، و يدل عليه قوله ره : منها في صفة خلق آدم عليه السلام .
فكلمة منها تدل على الأسقاط و التقطيع و هذا مما يؤسف له و كيف كان فقد انتقل امير المؤمنين عليه السلام من بيان صفة الملائكة الى بيان خلق آدم أبي البشر عليه السلام فقال : ( ثم جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها ) لا شك أن نسبة الجمع الى اللّه تعالى كنسبة بناء المدينة للأمير ، كما تقول : بنى الأمير المدينة . فانك لا تقصد ان الأمير بنى المدينة بنفسه ، بل إن الأمير أمر الناس فبنوا مدينة ، و كذلك جمع التربة ، امر اللّه تعالى عزرائيل أن يأخذ شيئا من تراب الأرض كما في الخبر ، فجمع اللّه تعالى بالمعنى السابق ترابا من الأماكن الصلبة و اللينة ، و الطيبة القابلة للزرع و النبات ، و المالحة ( تربة سنّها بالماء حتى خلصت ) أي صب عليها الماء شيئا فشيئا و مزجها حتى صارت طينة خالصة و في رواية : حتى خضلت . ( و لاطها بالبلّة حتى لزبت ) اى و عجنها بالرطوبة حتى