بقضائه و أمره ، و منهم الحفظة لعباده ، و السدنة لأبواب جنانه ، و منهم الثابتة في الأرضين السفلى اقدامهم ، و المارقة من السماء العليا اعناقهم ، و الخارجة من الأقطار اركانهم ، و المناسبة لقوائم العرش اكتافهم ، ناكسة دونه ابصارهم ،
متلفعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم و بين من دونهم حجب العزة ، و استار القدرة ، لا يتوهمون ربّهم بالتصوير ، و لا يجرون عليه صفات المصنوعين ، و لا يحدّونه بالأماكن ، و لا يشيرون اليه بالنظائر .
اللغة
الأطوار هنا : الأصناف المختلفة ، و الانتصاب : القيام و الارتفاع ،
و الصافون : القائمون ، و التزايل : التفارق ، و يغشاهم : يغطيهم ، و الفترة : الضعف او السكون ، و القصور عن العمل ، و الأمناء : جمع امين ، و السدنة : جمع سادن و هو الخادم ، و مرق عن الشيء : خرج و تجاوز عنه ، و الأقطار : الاطراف ، و الاركان :
الجوانب ، و نكس رأسه : طأطأه من الذل ، و التلفع : الالتحاف اي الاشتمال ،
و الحجب : جمع حجاب و هو الستر الحائل ، و الأستار : جمع ستر و هو ما يستتر به ، و النظائر : جمع نظير و هو المثيل ، يحدّونه يقال : حدّ فلان الشيء اي جعل له حدّا .
المعنى
ثم انتقل امير المؤمنين ( ع ) الى ذكر الملائكة و بيان اقسامهم بعد ان ذكر كيفية خلق السموات . فأقول قد اختلف حكماء البشر من المجوس و النصارى و المسلمين في حقيقة الملائكة و ماهيتها ، و الحق ان إدراك كنه الملائكة فوق مستوى عقولنا و خارج عن نطاق افهامنا و سنذكر اختلاف الأقوال في المستقبل في شرح خطبته ( ع ) فى بيان صفات الملائكة و نكتفي هنا بما ذكره شيخنا المجلسي قدس سره فلقد احسن و اجاد و جمع فأوعى قال فى البحار :
( اعلم انه اجتمعت الامامية بل جميع المسلمين إلا من شذ منهم من المتفلسفين