responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 40

الاحتياج ، و اللّه تعالى لم يتخذ صاحبة و لا ولدا . هذا و لعلنا نذكر إن شاء اللّه زيادة على المقدار المذكور هنا ، في خطبة الآتية التي يذكر فيها التوحيد .

القسم السادس

المتن

أنشأ الخلق أنشاء و ابتدأه ابتداء ، بلا رويّة اجالها ، و لا تجربة استفادها ، و لا حركة احدثها ، و لا همامة نفس اضطرب فيها احال الأشياء لأوقاتها و لائم بين مختلفاتها ، و غرز غرائزها و الزمها اشباحها عالما بها قبل ابتدائها ،

محيطا بحدودها و انتهائها ، عارفا بقرائنها و احنائها .

اللغة

الانشاء و الابتداء واحد معنى و لكن إذا اجتمعا إفترقا ، إذ معناهما الخلق و الايجاد ، فالانشاء هو الخلق لا عن مادة و الابتداء هو الايجاد لا عن علة ،

و الروية الفكر و التأمل . و أجالها من الجولان ، و قيل : احالها من الصرف . و همامة النفس ترددها او الاهتمام . احال من الاحالة و قيل : اجال و اجلّ و احلّ من الجولان و التأجيل و الحلول . و غرّز اي ثبت . و الغرائز هي الطبائع كالشهوة و الغضب و غيرهما ، و سميت غرائز لتثبتها في الانسان و الحيوان . و الأشباح هي الأشكال و الأحجام . و حدودها اطرافها . و قرائنها نفوسها و احنائها جوانبها او الأعضاء المعوجة كالحاجب و الأضلاع .

المعنى

( انشأ الخلق انشاء ) اوجد اللّه تعالى هذه العوالم و الأفلاك و الكرات و ما فيها و من فيها و المخلوقات الأولية كلها من العدم اذ كل شي‌ء سواه مخلوق حادث اي لم يوجدها من مادة قديمة غير حادثة و هذا معنى الانشاء .

( و ابتدأه ابتداء ) اي خلقهم لا عن مثال خارجي ، او تقليد ، كما هو شأن المخترعين و المكتشفين و سائر المخلوق . لأن المخترع إنما يحصل له الاختراع بعد تصوير المصنوع في الخيال او التقليد عن بعض المشاهدات و في هذه الجملة و ما بعدها مما فى سياقها يظهر الفرق الكثير بين صنع اللّه و صنع المخلوقين اذ قال ( ع ) :

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست