فأظهر اللّه شيئا من صفاته في مخلوقاته فأظهر قدرته ان ( خلق الخلائق ) و هي الموجودات ما ترى و ما لا ترى ( بقدرته ) و اظهر صفة اخرى و هي الرحمة ( و نشر ) اى بسط ( الرياح ) و هي الهواء في الفضاء ، لأن كل ذى روح من النبات و الحيوان و البشر ، يحتاج الى التنفس من الهواء ، و الهواء قوام الحياة ، فلا يمكن أن يعيش احد بدونه .
و انما قال ( ع ) نشر الرياح و لم يقل نشر الريح لأن الريح تستعمل فى العذاب ، و الرياح تستعمل فى الرحمة كما قال تعالى : و اما عاد فاهلكوا بريح صرصر و ريح فيها عذاب اليم و قال و يرسل الرياح مبشرات . و ارسلنا الرياح لواقح .
الى غير ذلك من الآيات و يؤيد ذلك الحديث النبوى المروي انه ( ص ) اذا هبت ريح قال : اللهم اجعلها رياحا و لا تعجلها ريحا .
ثم ذكر ( ع ) سبب استقرار الأرض و عدم اضطرابها فقال : ( و وتد بالصخور ميدان ارضه ) و ذلك ان السفينة او الباخرة اذا كانت خالية تضطرب على الماء و تميل يمنة و يسرة ، فاذا القى شيء من الصخور او الحديد في قعرها ثقلت و ثبتت على الماء كما هو الآن معمول به . فوجود الجبال على الأرض لأجل استقرارها و عدم تحركها و اهتزازها . و نكتفي هنا بذكر هذا الموضوع اجمالا و نذكر ما يتعلق بذلك فى المستقبل بمناسبة المقام ان شاء اللّه .