و ملخص الكلام انه ليس لأحد من الخلق طريق الى المعرفة الكاملة و الاطلاع على حقيقة ربه و ان استعان بعقله و فكره و ذهنه و وهمه و علمه و بكل ما عنده . تعالى اللّه علوا كبيرا .
القسم الثالث
المتن
الذي ليس لصفته حدّ محدود ، و لا نعت موجود ، و لا وقت معدود و لا اجل ممدود ، فطر الخلائق بقدرته ، و نشر الرياح برحمته ، و وتّد بالصخور ميدان ارضه .
اللغة
الفطر هو الاختراع و الانشاء و الخلق . و النشر هب الريح . و وتد الرمح اي ثبّته . و الميدان بفتح الياء الحركة و الاضطراب .
المعنى
( الذي ليس لصفته حد محدود ) كان كلامه ( ع ) في توصيف ذات اللّه ثم انتقل الى ذكر صفاته .
فنقول للانسان بل لكل شيء صفات محدودة معينة معلومة كالقوة و القدرة و الشجاعة و غيرها و لكن صفة اللّه تعالى ليست محدودة اى ليس مقدارها معلوما ،
كعلمه و قدرته و كرمه و سائر صفاته .
( و لا نعت موجود ) صفات البشر المحدودة تتغير فلها نعت ، لأن النعت يقال للصفة التي من شأنها ان تتغير ، فان قوة الشاب فى شبابه تتغير اذا طعن فى السن ، و كرمه يقل اذا فني ماله ، و علمه يزول اذا خرف عقله ، و صفات الانسان توجد فى زمان ، دون زمان ، كالحياة مثلا ، فلها مدة معلومة و اجل ممدود و لكن صفات الباري جل و علا ليس لها ( حد محدود ) اى معرّف يعرف مقدارها ( و لا نعت موجود ) لما قلنا من ان النعت صفة ما يتغير . و صفاته ليست كصفات سائر الموجودات بل هي موجودة دائما ليس لها زمان مخصوص ( و لا وقت معدود ) و ليست لها مدة معينة ( و لا اجل ممدود ) بل هي ازلية ما سبقها العدم ، و ابدية لا