و فيه عن إبراهيم بن عمر قال قلت لأبي عبد اللّه الصادق ( ع ) : اخبرني عن العلم الذي تعلمونه ، أ هو شيء تعلمونه من أفواه الرجال بعضكم الى بعض ؟ أو شيء مكتوب عندكم من رسول اللّه ( ص ) ؟
فقال ( ع ) : الأمر أعظم من ذلك ، أما سمعت قول اللّه عز و جل في كتابه : و كذلك أنزلنا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الايمان قال قلت : بلى . قال : فلما أعطاه اللّه تلك الروح علم بها ، و كذلك هي إذا انتهت الى عبد يعرض نفسه ع علم بها العلم و الفهم .
هذه روايات و أحاديث إقتطفناها من المجلد السابع من البحار و من أراد زيادة الايضاح فليراجع و لعلنا نتطرق الى شرح هذا الموضوع فى المستقبل مفصلا إن شاء اللّه .
علومه الشخصية
النوع الخامس من انواع علومه ( ع ) هي العلوم الشخصية التي حصلت له من التجربة و الحساب و الرياضيات التي لا دخل لها بالشرع ، كما يحصل للحكماء و الفلاسفة علوم و اكتشافات من النظريات العلمية و العملية من غير أن يأخذوها من أستاذ او يتعلموها من معلم ، و ليس مرادنا ان ذلك لم يكن حاصلا له ( ع ) لو لا التجربة و الفكر و الحساب و إعمال النظر ، بل مرادنا أن أحد أسبابه الشأنية ذلك ،
فان بين منشأ العلوم عموما من وجه ، و الشواهد لذلك كثيرة و نذكر هنا بعض الروايات توضيحا و استشهادا ، و نؤجل ما يتعلق بقضاياه في المستقبل .