همته و شدة وطأته ، كأنه لا يبصر بين يديه لشدة تقحمه و ركوبه المهالك و قلة نظره في عاقبة امره ، و يقال : ان حمزة بن عبد المطلب « ع » لما حضر أحد كان هكذا ،
اي ينظر اقصى القوم ، فيحمل عليهم و لا يلتفت إلى أمامه يمنة و يسرة ، و يقال للشجاع الذي هذه صفته : ( غشمشم ) .
الجملة السادسة : « و غض بصرك » لا شك ان بريق السيوف لكثرة ،
الجيوش و العساكر مما يوهن العزم ، و يورث الرعب و الخوف ، فأمره عليه السلام ان يغض بصره إذا حمل ، كيلا يرتكب من تلك المناظر المرعبة ، و لهذه الجملة معنى آخر و هو انه قال عليه السلام له : كان كالغاض بصره إذا حملت لا تبالي بما ترى و ما يستقبلك ، تخبط أمامك .
الجملة السابعة : « و اعلم ان النصر من عند اللّه سبحانه » كما قال تعالى : و ما النصر إلا من عند اللّه ، ان تنصروا اللّه ينصركم و يثبت أقدامكم .
اذا علم الغازي و المحارب أن أزمة الامور بيد اللّه ، و النصر من اللّه ، لا يؤثر فيه كثرة الجيوش و العساكر ، و يزداد وثوقا باللّه تعالى .
و هنا انتهت الخطبة الحادية عشرة .
الخطبة الثانية عشرة
المتن
و من كلام له عليه السلام لما اظفره اللّه باصحاب الجمل ، و قد قال له بعض اصحابه : وددت ان اخي فلانا كان شاهدا ، ليرى ما نصرك اللّه به على اعدائك .
فقال عليه السلام : أهوى اخيك معنا ؟ فقال نعم قال :
فقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في اصلاب الرجال ، و ارحام النساء ،
سيرعف بهم الزمان ، و يقوى بهم الإيمان .
اللغة
الهوى : الميل و الحب . و يرعف بهم الزمان : يخرجهم و يوجدهم ،