أنفسهم ، و لا اعتذر مما فعلته ، و لا اتبرء مما صنعت ، و ان معي لبصيرتي ، ما لبست و لا لبّس عليّ ، و انها للفئة الباغية فيها الحم و الحمّة طالت جلبتها ، و انكفت جونتها ،
ليعودن الباطل إلى نصابه ، يا خيبة الداعي ، من دعى لو قيل : ما انكر ذلك ؟ و ما امامه و فيمن سنته ؟
و اللّه اذن لزاح الباطل من نصابه و انقطع لسانه ، و ما اظن الطريق له فيه واضح حيث نهج ، و اللّه ما تاب من قتلوه قبل موته ، و لا تنصّل من به خطيئته . و ما اعتذر اليهم فعذروه ، و لا دعا فنصروه ،
و ايم اللّه لافرطن لهم حوضا انا ماتحه ، لا يصدرون عنه بريّ ، و لا يعبّون حسوة ابدا و انها لطيبة نفسي بحجة اللّه عليهم و علمه فيهم ، و اني داعيهم فمعذر اليهم ، فان تابوا و قبلوا و اجابوا ، و انابوا فالتوبة مبذولة ، و الحق مقبول و ليس عليّ كفيل ، و ان ابوا اعطيتهم حد السيف و كفى به شافيا من الباطل و ناصر المؤمن ، و مع كل صحيفة شاهدها و كاتبها .
و اللّه ان الزبير و طلحة و عائشة ليعلمون اني على الحق و هم مبطلون .
و المستفاد من الأخبار ان الامام عليه السلام خطب بهذه الخطبة في البصرة قبل وقوع الحرب .
قد فرغنا من الخطبة العاشرة و الحمد للّه
الخطبة الحادية عشرة
المتن
و من كلام له عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية لما اعطاه الراية يوم الجمل .
تزول الجبال و لا تزل ، عضّ على ناجذك ، أعر اللّه جمجمتك ، تد في الأرض قدمك ، إرم ببصرك أقصى القوم ، و غضّ بصرك ، و اعلم أن النصر من عند اللّه سبحانه .