الكلاب ، فان سأل سائل عن أحدنا : كم قيمة هذه الجيفة النتنة ؟ فهل تقوّم لها قيمة أو ثمنا مهما قل ؟
القسم السابع
المتن
قالوا : و قام اليه رجل من أهل السواد عند بلوغه الى هذا الموضع من خطبته ، فناوله كتابا ، فأقبل ينظر فيه ، فلما فرغ من قرائته قال له ابن عباس : يا امير المؤمنين : لو اطّردت في خطبتك من حيث افضيت . فقال :
هيهات يابن عباس : تلك شقشقة هدرت ثم قرّت . قال ابن عباس : فو اللّه ما أسفت على كلام كأسفي على هذا الكلام ان لا يكون امير المؤمنين ( ع ) بلغ حيث اراد . قال الرضي : قوله عليه السلام في هذه الخطبة : كراكب الصعبه ، إن اشنق لها خرم ، و إن اسلس لها تقحم . يريد انه إذا اشتد عليها في جذب الزّمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفها ، و إن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها ،
يقال أشنق الناقة ، إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه ، و شنقها ايضا .
ذكر ابن السكيت في إصلاح المنطق : و إنما قال عليه السلام : اشنق لها ،
و لم يقل : أشنقها . لأنه جعله في مقابلة قوله : أسلس لها . فكأنه قال : إن رفع لها رأسها بمعنى أمسكه عليها بالزمام ، و في الحديث : ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خطب على ناقته و قد شنق لها ، و هى تقصع بجرّتها ، و من الشاهد على أنّ أشنق بمعنى شنق قول عدي بن زيد العبادي :
ساءها ما تبيّن في الأيدي و إشناقها الى الأعناق
اللغة
السواد : العراق ، و سمي سوادا لخضرته . و اطرد في خطبته : اتبع بعضها بعضا ، و هيهات : بعد . و افضيت : انتهيت اليه ، و الشقشقة بكسر الشين الأولى و سكون القاف الأولى و كسر الشين الثانية و فتح القاف الثانية شيء كالرئة