responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 189

علي عليه السلام ، فمنهم من فضّله على أهل عصره خاصة ، و منهم فضله على جميع المسلمين عامة ، فأتى الناس عليّا ليبايعوه ، قال : دعوني و التمسوا غيري ، فانّا مستقبلون أمرا له وجوه ، و له ألوان . لا تقوم له القلوب و لا تثبت العقول .

فقالوا : ننشدك اللّه : أ لا ترى ما نحن فيه ؟ أ لا ترى الفتنة ؟ أ لا تخاف اللّه ؟ و قال الشعبي : اقبل الناس الى علي عليه السلام ليبايعوه ، و مالوا اليه فمدوا يده فكفها ، و بسطوها فقبضها ، حتى بايعوه .

فقال : لا حاجة لي في أمركم ، فمن اخترتم رضيت به ، فقالوا : ما نختار غيرك ، و ترددوا اليه مرارا ، و قالوا : و اللّه ما نحن بفاعلين حتى نبايعك ، فقال ( ع ) :

ففي المسجد ، فان بيعتي لا تكون خفية ، و لا تكون إلا في المسجد و كان ( ع ) في بيته فخرج الى المسجد و عليه قميص و عمامة خز ، و نعلاه في يده متوكئا على قوسه ، فبايعه الناس ، و كان أول من بايعه من الناس طلحة بن عبيد اللّه ،

و كان قد اصيب إصبعه يوم احد ، فشلت ، فنظر اليه حبيب بن ذؤيب و قيل غيره فقال : إنا للّه و إنا اليه راجعون . أول من بدء بالبيعة يد شلاء و بيعة لا تتم . ثم بايع الزبير و المهاجرون و الأنصار و سائر المسلمين ، و الى ذلك اشار ( ع ) بقوله :

( فما راعني إلا و الناس حولي كعرف الضبع ينثالون عليّ من كل جانب ) أي ما أفزعني شي‌ء كما أفزعني ازدحام الناس مثل عرف الضبع ، لأن عرف الضبع ثخين يضرب به المثل في الكثرة و الازدحام ، إذ كان الناس ينثالون أي يتتابعون ،

و يقع بعضهم على بعض من شدة الازدحام ، و يتوجهون اليه من جوانبه الاربع ،

كل يريد أن يبايعه .

( حتى لقد وطى‌ء الحسنان ) ذكر بن ابي الحديد و غيره من بعض الشارحين

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست