و قتلته اعماله التي تقدم ذكر بعضها مجملا ، و القاه في التهلكة شدة اهتمامه ببطنه و فرجه و شهوته و شبقه ، و حبه لأرحامه و اقاربه ، و تسليطهم على دماء الناس و اموالهم و اعراضهم .
و كان قتل عثمان يوم الثامن عشر من ذى الحجة سنة خمس و ثلاثين من الهجرة
القسم الخامس
المتن
فما راعني إلا و الناس كعرف الضّبع ، ينثالون عليّ من كلّ جانب ، حتى لقد وطىء الحسنان و شق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، و مرقت اخرى ، و قسط آخرون كأنّهم لم يسمعوا كلام اللّه حيث يقول : تلكَ الدار الآخِرةُ نَجعلها للذين لا يُريدونَ عُلوّاً في الأرض و لا فساداً و العاقبة للمتقين بلى و اللّه لقد سمعوها و وعوها ،
و لكنّ حليت الدنيا في أعينهم ، و راقهم زبرجها .
اللغة
راعني : افزعني . و العرف : الشعر النابت على رقبة الضبع و غيره . و ينثالون : يتتابعون و يزدحمون . و عطفاي : جانباي و الربيضة :
قطعة من الغنم . و نكث العهد : نقضه و عدم الوفاء به . و مرقت : خرجت عن الدين ، و قسط : جار و حاد عن الحق . و راقه : اعجبه . و الزبرج : الزينة و الذهب .
المعنى
كانت مدة خلافة عثمان أحد عشر سنة و أحد عشر شهرا و ثمانية عشر يوما ثم قتله المسلمون كما مر ، و كما سيأتي ثم اجتمعت الصحابة بعد قتل عثمان في مسجد رسول اللّه و تشاوروا في أمر الامامة فأشار بعضهم بعلي و هم عمار بن ياسر و ابو أيوب الأنصاري و أبو الهيثم بن التيهان و غيرهم ، فذكروا سابقة علي عليه السلام و فضله و جهاده ، فأجابهم الناس اليه ، فقام كل واحد منهم خطيبا يذكر فضل