الاسلامية ، و العبادات و العقود و الايقاعات و الحدود و الديات و غيرها ، و كان الأئمة عليهم الصلاة و السلام يحلون تلك المشاكل و المسائل ، و يدفعون كل تحريف باطل و تأويل فاسد ، و كما ان المريض ترتجف اعضائه ، و ترتعد فرائصه فاذا استعمل الدواء ذهبت تلك الرجفة و الاضطراب و الارتعاد ، كذلك آل محمد عليهم السلام لولاهم لاضطرب الدين و قواعده و قوائمه ، لكن آل محمد بذلوا في سبيل إبقاء الدين و إحيائه كل ما عندهم من غال و رخيص ، و نفس و نفيس ، حتى ثبت الدين الى هذا اليوم ،
و سيبقى إلى أن تنقضي الدنيا ، و لو راجعت التاريخ من يوم بعث محمد صلى اللّه عليه و آله نبيا و ما كان هناك من حروب و غزوات الى وفاة النبي و ما كان زمن الخلفاء الثلاثة ، الى ان رجعت الخلافة الى علي عليه السلام الى صلح الحسن عليه السلام الى شهادة الحسين عليه السلام ، و ما جرى من الفجائع و الفظائع و هلم جرّا الى وفاة العسكري ثم الغيبة الصغرى ، لظهر لك مواقف آل محمد في سبيل الدين ، و إحياء سنة جدهم سيد المرسلين ، بل و حتى إلى يومنا هذا فان بوجود الامام رزق الورى ،
و بسطت النعمة عليهم و سيأتيك التفصيل قريبا جدا .
القسم الرابع ( منها يعني قوما آخرين و في نسخة : في المنافقين )
المتن
زرعوا الفجور ، و سقوه الغرور و حصدوا الثّبور ، لا يقاس بآل محمد صلى اللّه عليه و آله أحد من هذه الأمّة ، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين ، و عماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، و بهم يلحق التالي ، و لهم خصائص حق الولاية ، و فيهم الوصيّة و الوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، و نقل الى منتقله .
اللغة
الثبور : الهلاك و الخسران
المعنى
لقد سبق منا القول ان ( منها ) تدل على تقطيع الخطبة ، و لو كانت