صدع
النبي الاكرم بكل نفيس و عزيز بما امره الله و تبعه اميرالمؤمنين (ع) في الصف
الاول من الجهاد و عاضده جماعة من الصحابة المؤمنين المجاهدين- رضوان الله تعالى
عليهم- و كان بنو امية و في طليعتهم ابو سفيان و معاوية اعداء الاسلام و نبي
الاسلام، في الصف المقابل- صف الكفر والفسق والغش والفحشاء والقبائح- حتى فتح الله
لنبيه و للمسلمين مكة فتحا مبينا فلم يجد بنو امية مفرا من الاقرار بالاسلام في
اخريات حياة النبي (ص).
ثم
اتفقت حوادث وانجرت بعد مقتل عثمان الى تسلط معاوية على حكومة المسلمين و اصبح
اميرالمؤمنين و خليفة سيد المرسلين (ص)!! (ما عشت اراك الدهر عجبا). و لا ادري هل
وقع مثل هذا الاتفاق العجيب والغريب في سائر الامم و في خلافة سائر الانبياء
(عليهم السلام) ام لا؟
و
عجيب آخر ان الجمود في التفكر الشامي ادى الى طاعتهم العمياء لمعاوية بحيث لا
يفرقون بين الناقة والجمل و لا بين الاربعاء والجمعة!! بخلاف اهل الكوفة ذوي أهواء
و افكار متشتتة بين افراط و تفريط، كالغلو والنصب والخوارج و نحوها، فابتلى
اميرالمؤمنين بما لم يتصوره معاوية.
فكما
ان مجاهدة النبي والصحابة الكرام و على راسهم بني هاشم صبت في كيس معاوية، كذلك
حرب النهروان اراحت معاوية من العدو العنود اللدود اللجوج و هم الخوارج العراقيون
فاتكا على اريكة الحكومة الملوكية