ولكن النبي الاكرم لم يفعلها
لحكمة هو يراها و يلمسها و يسمعها و يشاهدها، و لا نشاهدها في القرن الخامس عشر
الهجري و فعله حق و صواب و لله الامر من قبل و من بعد.
والراجح
في اعتقادي ان النظام الجديد القائم بعد موته (ص) الناشئ من تلك الهوية المتميزة،
لا ياذن لانتخاب علي (ع) خليفة و والياً و صاحب سلطة على الناس حتى بعد عثمان و
بعد معاوية و بعد بني امية!! و حتى في مرتبة الخمسين.
و
انما وصلت الخلافة اليه بعد مقتل عثمان حيث اضمحل النظام المذكور مؤقتاً و تفرقت
الكتلة الحافظة في الحال تحت ضغط شعبي و نصرة شاملة أوجدتهما حكومة بفورها و
تصرفاته و شهوات بني امية الفاجرة امثال مروان و غيره.
فاشتعل
غضب المسلمين و احترقت به انسجة النظام القائم ثم توجهت ثورة جماهيرية عامة الى
المرجع الوحيد المعتمد اميرالمؤمنين فرشحوه للخلافة و بايعوه ولو ان علياً سامح
العناصر الباقية للنظام البائد بعض المسامحة لاستراح الناس من شرهم لكنه رجل ذو
هوية ابية عن المسامحة والمصالحة والرشوة والغفلة عن مبادئه و اهدافه. فشرع في
تقسيم بيت المال فامر ان يعطى كل احد مع قطع النظر عن مكانته و سوابقه و مقامه
ثلاثة دنانير بالسوية!! و هذه التسوية في الاعطاء كانت كصب الوقود على النار
فاوجبت بنورها اشتراك العناصر المخالفين في تحقيق المؤامرة ضد النظام الجديد