آدم (ع) فانهما يوجبان الفسق،
بل لانه نسب الحق الى الجور والتصرف الذي ليس بمرضي وأظهر ذلك من فحوى قوله: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ
طِينٍ (الاعراف/ 12) كما قاله بعض العامة، لكنه لو صحّ
للزم كفر من نسب الى الله تعالى القبائح والظلم والجور كالمجبرة، فانهم ينسبون
الشرور اليه و يرون عذاب الله للمعاصي الصادرة من العبد بغير اختيارهم و ارادتهم.
و
لعل الصحيح في وجه كفره، انكاره على الله حكمه و انه باطل غير لائق للامتثال كما
يلوح من الآية الشريفة المذكورة. فليس إبائه معصية عملية، بل هو رد لحكمه تعالى:
والله العالم. و يحتمل سببية مطلق العصيان للكفر في شرع الملائكة و من يلحق بهم.
6-
اذا فرضنا امكان نكاح الجن للانس وبالعكس فهل يجوز التزوج والتزويج منهم؟ الظاهر
لا، لانصراف ادلة النكاح الى الانس فقط. و في غيره يرجع الى قوله تعالى:
وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما
مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ .. إلّا ان يدعي انصراف الحصر أيضاً
الى الانس.
7-
يصدر من الجن افعال شاقة، كما يظهر من القرآن المجيد، و هذا علامة تجسمهم بالجسم
الكثيف و هل هو باختيارهم باذن الله، كما اشتهر في الالسنة انه يتجسم بالاشكال
المختلفة حتى الكلب والخنزير و يؤكده بعض الآثار أو خارج عن اختيارهم و موكول الى
ارادة الله تعالى وحده؟ فيه وجهان. و اذا صحّ تجسمهم بالجسم الكثيف فهو في بعض
الحالات و إلّا فهم من الاجسام اللطيفة و مختارون في افعالهم و إلّا لم يكونوا
مكلفين شرعاً.