ثانيهما:
علمه (ع) بعدم وقوع الخلافة بيده و يد سائر الاوصياء حسب تقديره تعالى للحوادث
المبنية على قانون الاسباب والمسببات العادية، كما اشير اليه في روايات الباب
مكرراً. منها ما نسب اليه (ع): والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك ... (ص 153) و قد
نقله المحقق الشريف من متكلمي الاشاعرة في شرح المواقف أيضاً و قبله.
و
منه يعلم وجه اصراره على عدم قبول ولاية العهد كما لا يخفى لاسيما ان ولاية العهد
في حاضرها تُعدّ جزءً من النظام الفاسد العباسي المغاير للنظام الاسلامي.
و
من هذا ينقدح النظر في ما نقله المؤلّف في آخر الباب من السيد المرتضى (رحمه الله)
في وجه قبول ولاية العهد بانه (ع) صاحب الحق و له ان يتوصل اليه من كل جهة و سبب
... وجه النظر انه كان عالماً من جهة ظواهر الامور و مما وصل اليه من رسول الله
(ص) انها لا تتم له فافهم.
و
اما وجه قبوله له في الاخير فهو لوجهين: أولهما: لاشتراطه بعدم التدخل في الامور
السياسية بحيث جعل دخوله في الحكومة دخول خارج منها كما في بعض الروايات. و
ثانيهما: للتقية و دفع الضرر و حفظ النفس كما في معتبرة الريّان برقم (4) و (9) و
غيرهما.
2-
هل المأمون كان في ادعائه صادقاً أو مخادعاً و مريداً لاتهام الامام بحب الحكومة؟
مقتضى معتبرة الريان (رقم 9) الاول لنذر نذره المأمون و لا دليل على كذب المامون
فيما قاله للريّان بن الصلت المذكور. و مقتضى بعض