[2] . و نقل في مجمع البيان في تفسيره وجهين: أوّلهما:
تامة الخلق و غير تامة. و ثانيهما: مصوّرة و غير مصورة و هي ما كان سقطا لا تخطيط
فيه و لا تصوير.
أقول: الثاني يرجع إلى الأوّل كما
في الميزان أيضا، لكن هذا التفسير بكلا وجهيه بعيد عن سياق الآية كبعد خبر سلام
المرويّ في الكافي في تفسير الآية عن سياقها. و قيل مسوّرة لا نقص فيها و لا عيب،
و غير مسوّرة و هذا أيضا نوع تأويل.
[4] . لعل المراد: من المضغة عظاما. و ليس المراد أن
المضغة بتمامها تصير عظاما.
[5] . قيل: المراد به نفخ الروح. و قيل: نبات الشعر و
الأسنان و إعطاء الفهم، و قيل: الذكورية و الانوثية كما في المجمع.
و الأوّل هو الصحيح؛ للنصّ الصحيح
التهذيب ج 10 ص 285 الآتي، و لأن تعلق الروح بالجسد من أهم مراحل خلقة الإنسان، و
القرآن المجيد قد تعرّض لبيانه فقال:
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ
الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ
ثُمَّ سَوَّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ...( السجدة آية 7- 9) إذا رجع الضمير في
قوله:« سوّاه» و قوله:« فيه» إلى قوله:« نسله» دون قوله:
« الإنسان».
و أما بناء على رجوع الضمير إلى
الإنسان المقصود به آدم عليه السّلام- كما لعلّه الظاهر- فالآية كسائر الآيات
الواردة في حقّ آدم و عيسى عليهما السّلام تدلّ على نفخ الروح في بدنهما و لا عموم
فيها. إلّا أن يقال: إنّها و إن لا تعيّن وقت النفخ لكنّها تدلّ على أصل تعلّق
الروح بالبدن، و هذا هو المقصود، و لا حاجة إلى إثبات عموم لفظي فيها بعد عدم
احتمال الفرق بين آدم و عيسى عليهما السّلام و غيره في هذا المعنى، فافهم.
و على كلّ قيل: إن النطفة الماء
القليل أو مطلق الماء، و العلقة القطعة من الدم الجامد و المضغة، القطعة من اللحم
الممضوغ.