responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 30

عرفا و طبا و عقلا و شرعا، فهي ليست شروطا للحياة الإنسانيّة، حتّى تترتّب عليها ترتّب المعلول على علته و تأجيل إعدام الحامل إنّما هو لأجل أنّ حملها في مصيره إلى الإنسانيّة لا أنّه إنسان بالفعل حتّى في شهره الأوّل، و هذا الاشتباه قد صدر من غير واحد من أعضاء الندوة كما يظهر من مطالعة الكتاب- أي كتاب بداية الحياة الإنسانيّة و نهايتها و غيره.

نعم، حرمة الإجهاض و لزوم تأخير إعدام الحامل و حكم الخروج عن العدّة و أمثالها، أحكام شرعية تتّبع موضوعاتها و لا معنى للتلاعب بعناوينها.

و الاستدلال بقول اللّه تعالى: وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ‌[1] ضعيف، إذ لا شكّ في أن المراد به: أنتم كنتم أجنّة. أو ما يؤدّي معناه و لا يراد به أنّكم الآن أجنّة، كما أنّ الإنسان كان ترابا و لم يكن بإنسان.

على أنّ لازم هذا القول أن يكون نهايته الحياة الإنسانيّة بموت خلاياه لا بموت المخ كما ذهب إليه أطبّاء الأعصار الأخيرة.

ثمّ المفهوم من الآية الخامسة في سورة الحجّ بطلان هذا القول؛ فإنّ مدلولها أنّ الإنسان خلق و نشأ من النطفة و العلقة و المضغة، لا أنّه عينها. و على هذا القائل إشكال آخر تعرّض له و لم يقدر على حلّه و دفعه، فلاحظ.

القول الثالث: أنّ الحياة على أقسام:

1- الحياة الخلية، و هي حياة البويضة المخصّبة.

2- الحياة النسيجية، و هي انقسام الخلية المتكرّرة و انغراسها في جدار الرحم و استمرار نموّها.

3- الحياة الإنسانيّة في الأسبوع الثاني عشر من وقت تخصيب البويضة، الذي أصبح فيه للجنين كيان أو وجود، فهو يقفز و يلعب و ينام و يصحو و يحسّ و يفزع، كلّ ذلك تزامنا مع اكتمال تكوين المخّ و بداية قيامه بوظائفه من ظهور محركات التنفّس و إشارات المخّ الكهربائية الدالّة على نشاط و عمل قشرة المخ و النصفين الكرويين.

و هذه المرحلة تقف كعلامة هامة على طريق نمو و تطور الجنين، كما أنّ هذه العلامات و الظواهر التي تحدث هي عكس العلامات التي توصف في مرحلة وفاة المخّ عند موت‌


[1] . النجم آية 32.

اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست