responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 135

و قد يمكن أحيانا أن يعود القلب للعمل و يبدأ التنفس الذاتي في العمل من جديد- في الدقائق اليسيرة- و يعود الإنسان إلى وعيه، ففي هذه الفترة الحرجة التي يعتبر الإنسان فيها ميتا بكل المقاييس الاكلينيكية الطبّية، و لكنه بالفعل لا يكون ميتا؛ لأنّ مخّه و من ثم معظم أعضاء الجسم لا زالت حيّة.

و قد يعود القلب و التنفس للعمل بعد فترة الدقائق الأربع، بعدد من الثوان و لكن قشرة المخ الحسّاسة قد تكون تلفت جزئيا أو كليا على حين تستمر أجزاء المخّ الاخرى و منها جذع المخّ في العمل، و قد يحدث هذا التلف نفسه نتيجة هبوط شديد في ضغط الدم لفترة طويلة حتّى بدون توقف القلب و التنفس؛ و ذلك لوصول الغذاء للمخ بكميات غير كافية في هذه المدة، و قد يحدث ذلك نتيجة إصابة شديدة غير مميتة للمخ و لا علاج حينئذ، فخلايا المخّ التي تموت لا يمكن تعويضها.

و في حالة فقد كامل للوعي يستمر هذا الإنسان في حياة جسدية مدة حياة كاملة على هذا الوضع بالرعاية الطبّية و يتنفّس ذاتيا؛ لأنّ جذع المخّ سليم، لكن مثل هذه الحياة لا يكون إلّا داخل مستشفى، و هي بالتأكيد كارثة اقتصادية مع انعدام الأمل في عودة المريض إلى وعيه، و قد شوهد مريض كذلك استمرّت حياته (15) عاما في أوربا[1].

و قد يموت المخّ أوّلا فيؤدي إلى وفاة الإنسان حتّى إذا كانت بقية الأعضاء الاخرى بما في ذلك القلب سليمة، كما في بعض إصابات الرأس الشديدة في حوادث الطرق أو السقوط من أماكن مرتفعة و غير ذلك، فيموت المخّ بالكامل أو أساسا جذع المخّ، و طبيعي تبدأ سلسلة الموت في هذه الحالة بفقد الوعي و توقّف التنفس و انقطاع الأوكسيجين عن الدم، إنّ الدورة الدموية التي ما تزال تعمل ينقص فيها الأوكسيجين و يتراكم ثاني أوكسيد الكربون، و بالتدريج تموت بقية الأعضاء الاخرى، و لا يعود المخّ بتزويد الجسم بالأوكسيجين بواسطة أجهزة التنفس الصناعي، فإنّ خلايا المخ التالفة لا يمكن تعويضها.

و الخلاصة: إنّ توقف القلب عن العمل لا يعني بالضرورة الوفاة- فترة الدقائق الاربع- كما أنّ‌


[1] . إذا قلنا: إنه لسلامة جذع مخّه حيّ و محكوم بالحياة، لكن لا يبعد أن نقول بعدم وجوب حفظه عن الموت؛ لأنّ هذا الوجوب لم يدلّ عليه دليل لفظي نتمسك بإطلاقه كما لا يخفى على الخبير المتعمق في الفقه، و لا يشتبه عليك وجوب حفظ النفس المحترمة بحرمة قتله و بينهما بون بعيد، و عليه فإذا لم يدفع المال لحفظه- و الحال هذه- و قطع الطبيب الآلات الطبّية فمات نهائيا لا يرجع تبعة موته إلى أحد، فقد أماته اللّه سبحانه و تعالى، فلاحظ و تأمل و لاحظ ما ذكرنا في ج 3 من كتابنا حدود الشريعة مادة الحفظ، تعلم أن وجوب الحفظ لا يشمل مثل المقام.

اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست