الطّاهِرينَ، وأَعِذنا وأَهالِيَنا وإخوانَنا وجَميعَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِمَّا استَعَذنا مِنهُ، وأَجِرنا مِمَّا استَجَرنا بِكَ مِن خَوفِهِ، وَاسمَع لَنا ما دَعَونا بِهِ، وأَعطِنا ما أغفَلناهُ، وَاحفَظ لَنا ما نَسيناهُ، وصَيِّرنا بِذلِكَ في دَرَجاتِ الصّالِحينَ ومَراتِبِ المُؤمِنينَ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ.[1]
392. عنه عليه السلام:
إلهي ومَولايَ وغايَةَ رَجائي، أشرَقتَ مِن عَرشِكَ عَلى أرَضيكَ ومَلائِكَتِكَ وسُكّانِ سَماواتِكَ، وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ وسَكَنَتِ الحَرَكاتُ، وَالأَحياءُ فِي المَضاجِعِ كَالأَمواتِ، فَوَجَدتَ عِبادَكَ في شَتَّى الحالاتِ: فَمِنهُ[2] خائِفٌ لَجَأَ إلَيكَ فَآمَنتَهُ، ومُذنِبٌ دَعاكَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ، وراقِدٌ استَودَعَكَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ، وضالٌّ استَرشَدَكَ فَأَرشَدتَهُ، ومُسافِرٌ لاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَيتَهُ، وذو[3] حاجَةٍ ناداكَ لَها فَلَبَّيتَهُ، وناسِكٌ[4] أفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ[5] وبِالفَوزِ جازَيتَهُ، وجاهِلٌ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَى الجَلَدِ[6] مِن نَفسِهِ فَخَلَّيتَهُ.
إلهي فَبِحَقِّ الاسمِ الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ أجَبتَ وَالحَقِّ الَّذي إذا اقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِيَةِ وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلني مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ ودَعاكَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ وَاستَودَعَكَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ وَاستَرشَدَكَ فَأَرشَدتَهُ ولاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَيتَهُ وناداكَ لِلحَوائِجِ فَلَبَّيتَهُ وأَفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ وبِالفَوزِ جازَيتَهُ ولا تَجعَلني مِمَّن ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَى الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّيتَهُ.
إلهي غَلَّقَتِ المُلوكُ أبوابَها ووَكَّلَت بِها حُجّابَها وبابُكَ مَفتوحٌ لِقاصِديهِ وجودُكَ
[1]. الصحيفة السجّاديّة: ص 73 الدعاء 17، المصباح للكفعمي: ص 310.
[2]. كذا في المصدر، والصواب:« فمنهم».
[3]. في المصدر:« وذي حاجة»، والصواب ما أثبتناه.
[4]. النُّسْك والنُّسُك: الطاعة والعبادة( النهاية: ج 5 ص 48« نسك»).
[5]. الحَظْوَةُ: بلوغ المرام( مجمع البحرين: ج 1 ص 425« حظا»).
[6]. الجَلَدُ: الصَّلابَةُ والجَلادةُ( لسان العرب: ج 3 ص 125« جلد»).