responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعلام الامامیة المؤلف : فوزي آل سيف    الجزء : 1  صفحة : 182

الكبيرة التي وقع فيها بين مأزقين: بقاء الطعام غير الحلال في بطنه، وبقائه في أسر زواج تكون الزوجة فيه بتلك الصفات المذكورة، اختار البلاء على الحرام!

وفي ليلة الزفاف كان الأمر مفاجئا بالنسبة له، فقد وجد المرأة التي ينبغي أن تكون بالنحو المذكور آنفا مختلفة تماما، فقد وجد نفسه أمام شبه ملاك رقة وجمالا وكمالا! وحين عاد إلى والد زوجته متعجبا، قال له: هي هكذا فهي لم تمش إلى معصية، ولم تسمع حراما، وكفت بصرها عما حرم الله عليها، وكنت أنفس وأضن بها على سائر الشباب وأرى أن من يتزوجها لا بد أن يكون في الدرجة العالية من التقوى وحين رأيتك مستعدا إلى هذا المقدار أن تتورط بزوجة مبتلاة ظاهرا من أجل أن لا يكون في بطنك الحرام، وجدتك أهلا للزواج بها!

من هذه الفتاة الطاهرة وذلك الأب الورع جاء (المقدس) الملا[1] أحمد الأردبيلي! الذي صار فيما بعد من عظماء فقه الإمامية والذي يطلق عليه في العلميات لقب المحقق وفي العمليات والعبادات وتهذيب النفس لقب المقدس والذي توفي سنة 993هـ.

إن أول ما يواجهنا مما يختص به الأردبيلي هو أنه كان متحرر الفكر، وجريء الرأي في الجوانب العلمية إلى درجة كبيرة جدا، وبنفس المقدار كان محتاطا ومقدسا في الأمور العملية والعبادية.

مع أنه في العادة يكون المتقدس عملا والمحتاط في عباداته، أيضا محتاطا في آرائه فلا يخالف مشهور المتقدمين، بينما نلاحظ في حالة المحقق الأردبيلي أنه لم يتقيد مع تورعه وتقدسه برأي غيره من أعاظم المتقدمين من العلماء، بل إذا ظهر له الرأي المخالف لهم قويا اتبعه.


[1] الملا في اللغة الفارسية تعنى العالم الكبير. بينما هي في الاصطلاح المتداول لدى العرب في الخليج من يعلم القرآن أو ينشد رثاء ومدح أهل البيت. واردبيل بلدة كبيرة في شمال إيران.

اسم الکتاب : اعلام الامامیة المؤلف : فوزي آل سيف    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست