فيما كان الشاب (محمد) في طريقه، يماشي ساقية متفرعة من النهر، متجها إلى منزله وإذا به يرى تفاحة نضرة، قد حملها الماء من الاتجاه المخالف، وسرعان ما صارت في فمه متلذذا بطعمها! وبعد أن ذهبت سكرة لذة الأكل، وجاءت فكرة التأمل، تساءل في نفسه عن أنه كيف أكلها ولا يعلم عن رضى صاحبها؟ فمن الذي أحل له ذلك؟ وصارت المسألة في نفسه، فعزم على أن يتتبع مصدر التفاحة تلك ليستحل صاحبها، حتى يتجنب بقاء الطعام المحرم في بطنه!
وصل إلى بستان فيه شجر تفاح فعلم أن ضالته هنا، ودخل ليجد صاحب البستان موجودا فيه، وقص عليه قصته وطلب منه أن يحلله مما فعل مجانا أو بالمال الذي يبذله ثمنا للتفاحة المأكولة! وذُهل عندما رآه يرفض العرض الذي قدمه مصرًّا على أنه إنما يحلله لو تزوج ابنته المبتلاة بأنها لا تمشي ولا تسمع ولا ترى!! ودون ذلك فإنه لن يحلله مما أكل! أمام الورطة