responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 88

حتّى الهجرة.

الثّالثة؛ مرحلة الدّفاع عن الدّعوة بالسّيف، و استمرّت إلى صلح الحديبيّة.

الرّابعة؛ قتال كلّ من وقف في سبيل الإسلام، من الوثنيّين و المشركين و غيرهم، و هو ما استقرّ عليه أمر الدّعوة و حكم الجهاد.[1] و لكنّنا لا نوافق على استعمال مصطلح «الفترة السّريّة» هنا؛ إذ إنّ الظّاهر هو أنّ النّبيّ (ص) لم يكن حينما بُعث. مأموراً بدعوة عموم النّاس، و لكنّه كان يعرض هذا الدّين بصورة طوعيّة و عفوية، و بدون أن يوجّه الأنظار إلى ذلك، فكان هناك أفراد يسلمون تباعاً.

و قد كان هذا الأسلوب في تلك الفترة ضروريّاً من أجل الحفاظ إلى مستقبل الدّعوة، حتّى لا تتعرّض لعمل مسلّح يقضى عليها في مهدها، حيث لابدّ من إيجاد ثلّة من المؤمنين، و من مختلف القبائل، يحملون هذه العقيدة و يدافعون عنها، حتّى لا يبقى مجال لتصفيتهم السّريعة و الحاسمة من قِبَل أعدائهم الأشرار.

كما أنّه (ص) أراد أن لا تهدر الطّاقات و تذهب الجهود سدي، و ينتهي الأمر إلى تمزّق، و توزّع في الثّلّة المؤمنة، ثمّ إلى ضياءٍ مُدمَّرٍ.

و أيضاً، فقد كانت هذه الفترة بمثابة إعدادٍ نفسي و تربية عقيديّة و روحيّة لتلك الصّفوة المؤمنة بربّها، و برسالة نبيّه الأكرم (ص) تمكّنهم من الصّمود في وجه التهديدات الّتي تنتظرهم.

و إذا كان (ص) يريد أن يقود عمليّة تغيير شاملة، فلابدّ له من إتاحة الفرصة لتهيئة و إعداد القوي الّتي تستطيع أن تحقّق هدفاً كبيراً كهذا، و تتمكّن من الحفاظ و الاحتفاظ بالوجود الفعّال و المؤثّر في بقاء ذلك الهدف.


[1] 1. فقه السيرة للبوطي، ص 91.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست