responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 84

و كان بدء الوحي في غار حِراء[1]، و كان (ص) يتعبّد في حِراء هذا، على النّحو الّذي ثبتت له مشروعيّتهُ، و كان قبل ذلك يتعبّد فيه عبدالمطّلب.

و أوّل ما نزل عليه (ص) هو قوله تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ».[2] و هذا هو المروي عن أهل البيت (ع)[3] و روي أيضاً عن غيرهم بكثرة.[4] فرجع (ص) إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به، مطمئناً إلى المهمّة الّتي أوكلت إليه، فشاركه أهله في السّرور و أسلموا، و قد روي هذا المعنى عن أهل البيت (ع)، فعن زرارة أنّه سئل الإمام الصّادق (ع): كيف لم يخف رسول الله (ص) فيما يأتيه من قِبَل الله: أن يكون مما ينزع به الشّيطان؟ فقال: «إنّ الله إذا اتّخذ عبداً رسولًا، أنزل عليه السّكينة والوقار، فكان الّذي يأتيه من قِبل الله مثل الّذي يراه بعينه».[5]


[1] 1. هو جبل على ثلاثة أميال من مكّة و يقال: هو جبل فاران، الّذي ورد ذكره في التوراة إلّا أنّ الظّاهر هو أنّ فاران إسم لجبال مكّة، كما صرّح به ياقوت الحموي، لا لخصوص حِراء

[2] 2. الآيتان 1 و 2 من سورة العلق و راجع تفسير البرهان

[3] 3. تفسير البرهان، ج 1، ص 29

[4] 4. راجع: الدرّ المنثور، ج 6، ص 368 و الاتقان، ج 1، ص 23.

و ربّما يقال: إنّ أوّل ما نزل عليه( ص) هو فاتحة الكتاب( الدرّ المنثور، ج 1، ص 24) و لا سيّما بملاحظة أنّه( ص) قد صلّى في اليوم الثّاني هو( ص) و علي( ع) و خديجة( ع) حسب ما ورد في الرّوايات. ولكن من الواضح أنّ ذلك لا يثبت شيئاً؛ إذ يمكن أن تنزل الفاتحة بعد سورة إقرأ بلا فصل، ثم يصلّي و يقرؤها في صلاته؛ كما أنّ من الممكن أن تكون صلاتهم آنئذٍ غير مشملة على فاتحة الكتاب، ثمّ وجبت بعد ذلك و إن كان لم يذكر ذلك أحدٌ.

أمّا قوله عن الّذي لايقرأ بفاتحة الكتاب: لا صلاة له( الوسائل، ج 4، ص 723) و قوله( ص): كلّ صلاة لايقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خِداج( الخداج: النقصان)« المصدر المتقدم، ص 733» فهو لا ينافي ذلك؛ إذ يمكن أن يكون ذلك تشريعاً حادثاً بعد ذلك. هذا كلّه عدا عن أنّهم يروون: أنّ سورة الفاتحة قد نزلت بعد المدّثر( الاتقان، ج 1، ص 24) أي بعد عدّة سنوات من البعثة

[5] 5. التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 49 عن العيّاشي، ج 2، ص 201، و البحار، ج 18 ص 262.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست