اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 59
قومها كان حريصاً على الإقتران بها لو يقدر عليه.[1] و قد خطبها عظماء قريش و بذلوا لها الأموال. و ممّن خطبها عقبة بن أبي معيط، و الصّلت بن أبي يهاب، و أبوجهل و أبوسفيان،[2] فرفضتهم جميعاً و اختارت النّبيّ (ص) لما عرفته فيه من كرم الأخلاق و شرف النّفس و السّجايا الكريمة العالية. و نكاد نقطع بسبب تظافر النّصوص بأنّها هي الّتي قد أبدت أوّلًا رغبتها في الاقتران به (ص).
فذهب أبوطالب في أهل بيته و نفر من قريش إلى وليّها و هو عمّها عمر و بن سعد؛ لأنّ أباها كان قد قُتل قبل ذلك في حرب الفجار أو قبلها.[3] و أمّا أنّه خطبها إلى ورقة بن نوفل و عمّها معاً، أو إلى ورقة وحده[4] فمردود بأنّه أُدّعى الإجماع على الأول.[5] نعم، إنّ أباطالب قد ذهب لِخطبة خديجة، و ليس حمزة الّذي اقتصر عليه ابن هشام في سيرته؛[6] لأنّ ذلك لا ينسجم مع ما كان لأبي طالب من المكانة و السؤدد في قريش، من جهة؛ و لأنّ حمزة كان يكبر النّبيّ (ص) بسنتين أو بأربع[7] كما قيل
[1] 1. راجع: البداية و النهاية، ج 2، ص 294 و بهجة المحافل، ج 1، ص 7 و السيرة النبويّة لإبن هشام، ج 1، ص 201 و تاريخ الخميس، ج 1، ص 263 و طبقات ابن سعد، ج 1، ص 131 ط- دار صادر
[3] 3. كشف الغمة، ج 2، ص 139 و البحار، ج 16، ص 12 عنه و ص 19 عن الواقدي
[4] 4. البحار، ج 16، ص 19 عن الواقدي و السيرة الحلبيّة، ج 1، ص 192 و الكافي، ج 5، ص 375 374، و فيه أن ورقة كان عمّ خديجة و كذا في البحار، ج 16، ص 14 و 21 عنه و عن البكري، و هو غير صحيح، لأن ورقة هو ابن نوفل بن اسد و خديجة هي بنت خويلد بن أسد