اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 352
ى
ستخلفه على المدينة كلّها، حيث قالوا:
و خلّف رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) على أهله و أمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون، و قالوا: ما خلّفه إلّا استثقالًا له و تخفّفاً منه. فلمّا قالوا ذلك أخذ علي (ع) سلاحه، و خرج حتّى لحق برسول الله (ص) و هو نازل بالجُرُف، فأخبره بما قالوا.
فقال رسول الله (ص): كذبوا، و لكنّي خلّفتك لما تركت و رائي، فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نبي بعدى؟ فرجع علي (ع) إلى المدينة و هذا الحديث رواه الشّيخان و له طرق.[1] و نجيب أوّلًا: إنّ معظم نصوص غزوة تبوك لم تخصّ حديث المنزلة في استخلاف النّبيّ (ص) لعلي (ع) على أهله (ص)، بل أطلقت الخلافة.
ثانياً: إنّ حديث المنزلة بإطلاقه قد قاله رسول الله (ص) في مواقف كثيرة كانت تبوك واحدة منها، فقد قاله في: يوم المؤاخاة الأولى؛[2] يوم المؤاخاة الثّانية؛[3] يوم تسمية الحسن و الحسين (ع)[4]؛ في حجّة الوداع؛[5] في منى؛[6] يوم غدير خم؛[7] يوم
[1] 1. نفس المصدر، ص 441، عن ابن إسحاق و البخاري و مسلم، و قال في الهامش: أخرجه البخاري، ج 7، ص 71، و مسلم، ج 4، ص 1870
[2] 2. راجع: البحار، ج 38، ص 334، و ج 8، ص 330، و كنز العمال، ج 15، ص 92، و ج 6، ص 390
[3] 3. راجع: المناقب للخوارزمي، ص 7، و تذكرة الخواص، ص 20، و الفصول المهمّة، ص 21
[4] 4. علل الشرايع، ص 137 و 138، و ينابيع المودّة، ص 220، و فرائد السمطين، ج 2، ص 105 103
[5] 5. البحار، ج 37، ص 256 و دعائم الإسلام، ج 1، ص 16، و وفيات الأعيان، ج 5، ص 213