responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 276

ى‌

عطاها.

فلمّا أصبح النّاس غدوا على رسول الله (ص) كلّهم يرجو أن يُعطاها، فما منّا رجلٌ له من رسول الله (ص) منزلة إلّا و هو يرجوا أن يكون ذلك الرّجل.

و كان علي (ع) قد أصيب برمدٍ شديد كما اتّفقت على ذلك الرّوايات فاستدعاه النّبيّ (ص)، فمسح بيده الكريمة على عينيه، و قيل: تفل فيها، فبرءت من ساعتها، و دعاله و أعطاه الرّاية و وجّهه إلى الحصن.[1] قال سلمة بن الأكوع: فانطلق علي (ع) يهرول هرولة، و نحن خلفه نتبع أثره، حتّى ركز الرّاية تحت الحصن.

فكان أوّل من خرج إليهم الحارث أبوزينب، أخو مرحب في عاديةٍ،[2] و كان معروفاً بالشّجاعة، فانكشف المسلمون، و ثبت علي (ع)، فاضطربا ضرباتٍ، فقتله علي (ع). و رجع أصحاب الحارث إلى الحصن، و أغلقوا عليهم، و رجع المسلمون إلى موضعهم. فاستعظم ذلك قائدهم مرحب بعد أن شهد مصرع أخيه و هزيمة من معه، فخرج من الحصن و عليه مِغفرٌ معصفر يماني و حجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه و هو يرتجز و يقول:

قد علمت خيبر أنّي مرحب شاكى السّلاح بطلٌ مجرّب‌

إذا اللّيوث أَقْبَلَتْ تَلَهَّب و أحجمت عن صولة المغلّب‌

و لم يكن بخيبر أشجع من مرحب، و لم يقدر أحدٌ من أهل الإسلام أن يقاومه في الحرب.[3] فبرز له عليّ بن أبي طالب (ع) و هو يرتجز:

أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره‌[4] كليث غابات كريه المنظرة


[1] 1. راجع: منتخب كنز العمال( مطبوع مع مسند أحمد، ج 4، ص 127 و 128، و الصواعق المحرقة، ص 74، و حياة الحيوان، ج 1، ص 237

[2] 2. أي ممّن يعدّون للقتال على أرجلهم

[3] 3. تاريخ الخميس، ج 2، ص 50

[4] 4. قال ثابت بن قاسم: في تسمية علي( ع) بحيدرة ثلاثة أقوالٍ:

أحدها: أنّ اسمه في الكتب المتقدّمة أسد، و الأسد هو الحيدرة.

الثّاني: أنّ أمّه فاطمة بنت أسد( رضي الله عنها) حين ولدته، كان أبوه غائباً، فسمّته باسم أبيها، فقدم أبوه فسمّاه عليّاً.

الثّالث: أنّه كان لُقّب في صغره بحيدرة؛ لأنّ« الحيدرة» الممتلى لحماً مع عظم بطن و كذلك كان علي( ع)( سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 163).

ولكنّ الصّحيح في القضيّة هو ما رواه المفيد: لمّا كان يوم خيبر خرج مرحب و كان طويل القامة، عظيم الهامة، و كانت اليهود تقدّمه لشجاعته و يساره. إلى أن قال: و كانت له ظئرٌ و كانت كاهنة، تعجب بشبابه و عظم خلقه، و كانت تقول له: قاتل كلّ من قاتلك و غالب كل من غالبك إلّا من تسمّى عليك ب-« حيدرة» فإنّك إن وقفت له هلكت.

فلمّا ارتجز( ع) يوم خيبر ب-« أنا الّذي سمتني أمّي حيدره ...» و سمعها منه مرحب، هرب و لم يقف، خوفاً ممّا حذرته منه ظئره. فتمثّل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود، فقال: إلى أين يا مرحب؟ فقال: قد تسمّي على هذا القرن بحيدرة!! فقال له إبليس: فما حيدرة؟ فقال: إنّ فلانة ظئري كانت تحذّرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة و تقول: إنّه قاتلك. فقال له إبليس: شوهاً لك، لو لم يكن حيدرة إلّا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله تأخذ بقول النّساء، و هنّ يخطئن أكثر ممّا يصبن؟! و حيدرة في الدّنيا كثيرٌ، فارجع فلعلّك تقتله ..، فردّه، فو الله ما كان إلّا كفواق ناقة حتّى ضربه علي( ع) ضربةً سقطها منها لوجهه و انهزم اليهود يقولون: قتل مرحب، قتل مرحب( البحار، ج 21، ص 9 عن الأمالي للمفيد، و أمالي الطوسي، ص 4، و مدينة المعاجز، ج 1، ص 178).

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست