اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 273
من حوله ممّن شهد الحديبيّة، يغزون معه[1]، و استخلف على المدينة نُمَيْلَةَ بن عبدالله اللّيثى[2] و قيل: سِباع بن عُرُفَة[3] و قيل أباذر.[4] و قالوا: إنّه (ص) أقام يحاصر خيبر بضع عشرة ليلة إلى أن فتحها في صفر.[5] و لكنّه غير دقيق، فإنّ حصارها قد تعدّى الأيّام إلى الأشهر كما سنرى و لعلّه يتحدّث إلى حصار بعض حصونها فقط.
و قد روي عن ابن عباس: أنّه (ص) أقام بخيبر ستّة أشهرٍ يجمع بين الصّلاتين.[6] و أنّ حساب أيّام الحصار للحصون المختلفة وفق ما ورد في النّصوص التّاريخيّة و الرّوائيّة يعطي: أنّ الحصار قد دام عشرات الأيّام و إن لم يصل إلى ستّة أشهرٍ.
وصول رسول الله (ص) إلى خيبر
ثمّ سار رسول الله (ص) حتّى انته إلى المنزلة و هي سوق لخيبر، و كانت يهود لا يظنّون قبل ذلك أنّ رسول الله (ص) يغزوهم لمنعتهم و حصونهم و سلاحهم و عددهم. فلمّا أَحَسُّوا بخروج رسول الله (ص) إليهم، قاموا يخرجون كلّ يوم عشرة آلاف مقاتل صفوفاً، ثمّ يقولون: محمّد يغزونا؟! هيهات! هيهات! و كان ذلك شأنهم.
فخرج رسول الله (ص) إليهم، فَعمّي عليهم مخرجَه، حتّى نزل بساحتهم ليلًا. فلمّا أصبحوا و فتحوا حصونهم غادين معهم المساحي و الكرازين و المكاتل،[7] فلمّا
[5] 5. سبل الهدى و الرّشاد، ج 5، ص 152، و تاريخ الخميس، ج 2، ص 42
[6] 6. سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 156 عن الطّبراني في الأوسط
[7] 7. المساحي: جمع مسحاة و هي المجرفة من الحديد؛ و الكرازين: جمع كرزن و هو الفأس؛ و المكاتل: جمع مكتل و هو الزّبيل الكبير( النهاية 2/ 150 و 4/ 8 و 14).
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 273