اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 264
فكره المسلمون هذه الشّروط، و امتعضوا منها، و أبي سهيل إلّا ذلك، و لقي عمر من هذه الشّروط أمراً عظيماً، و قال: والله ما شككت منذ أسلمت إلّا يومئذٍ و جعل يردّ على رسول الله (ص) الكلام.[1]
صلح الحديبيّة أعظم الفتح
قالوا: روى البيهقي عن عروة، قال: قفل رسول الله (ص) راجعاً، فقال رجلٌ من أصحابه: ما هذا بفتحٍ، لقد صُددنا عن البيت، و صُدَّ هدينا، و رَدَّ رسول الله (ص) رجلين من المؤمنين كانا خرجا إليه.
فبلغ ذلك رسول الله (ص)، فقال: بئس الكلام، بل هو أعظم الفتح، قد رضي المشركون أن يدفعوكم بالرّاح عن بلادهم، و يسألوكم القضيّة، و يرغبون إليكم في الأمان، و لقد رأوا منكم ما كرهوا، و أظفركم الله تعالى عليهم، وردّ كم سالمين مأجورين، فهو أعظم الفتح ....
فقال المسلمون: صدق الله و رسوله، فهو أعظم الفتوح، و الله يا نبي الله ما فكّرنا فيما فكّرتَ فيه و لأنت أعلم بالله و بالأمور منّا.[2] و روي ابن أبي شيبة، و الإمام أحمد، و البخاري في تاريخه، و أبو داود، و النّسائي، و ابن جرير و غيرهم عن ابن مسعود قال: أقبلنا من الحديبيّة مع رسول الله (ص) فبينا نحن نسير إذأتاه الوحي، و كان إذا أتاه اشتدّ عليه، فسري عنه، و به من السّرور ما شاء الله، فأخبرنا أنّه أُنزل عليه: «إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً».[3]
[1] 1. سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 53 عن البخاري، ج 4، ص 26 و 125 و عن مسلم، ج 3، ص 1412
[2] 2. راجع: سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 58 و 59، و الدرّ المنثور، ج 6، ص 68، و السيرة الحلبيّة، ج 3، ص 24، و السنن الكبرى، ج 6، ص 325
[3] 3. سبل الهدى والرشاد، ج 5، ص 60 عن البخاري في التفسير، ج 8، ص 582، والبيهقي في الدلائل، ج 4، ص 155، والدر المنثور، ج 6، ص 68.
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 264