اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 247
مسجد النّبيّ لمداواة الجرحي، و كان يتعاهده بنفسه.[1]
6. ضربة علي (ع) يوم الخندق تعادل عبادة الثّقلين
يقول المؤرّخون: إنّه بعد أن جُرح سعد بن معاذ، أجمع رؤساء المشركين أن يغدو جميعاً، و جاؤا يريدون مَضيقاً يقحمون منه خيلهم إلى النّبيّ (ص)، فوجدوا مكاناً ضَيّقاً أغفله المسلمون، فلم تدخله خيولهم، فعبره عِكرمة بن أبي جهل و نوفل بن عبدالله و ضرار بن الخطاب و هُبَيْرَة بن أبي وهب و عمرو بن عبدوَدّ، و وقف سائر المشركين وراء الخندق.[2] و تقدّم عمرو، فلمّا رأى المسلمين، وقف هو و الخيل الّتي معه و قال: هل من مبارز.[3] و كان عمرو فارس قريش و كان يعدّ بألف فارس، و يسمّى فارس يليل،[4] و كان من مشاهير الأبطال و شجعان العرب،[5] و كان كما قيل لم يهزم في مبارزة قطّ.[6] فلمّا دعا عمرو للبراز قال (ص) على ما في الرّوايات مَن لهذا الكلب؟ فلم يقم إليه أحدٌ. فلمّا أكثر، قام علي (ع) و قال: أنا أبارزه يا رسول الله؛ فأمره بالجلوس، انتظاراً منه ليتحرّك غيره. و أعاد عمرو النّداء و النّاس سكوت كأنّ على رؤوسهم الطّير، لمكان عمرو، و الخوف منه و ممّن معه و مَن وراءه.
[1] 1. عيون الأثر، ج 2، ص 72، و السيرة النبوية لابن هشام، ج 3، ص 250
[2] 2. راجع: إمتاع الأسماع، ج 1، ص 232، و سبل الهدى و الرشاد، ج 4، ص 532 و 533
[3] 3. راجع: مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 198، و الإرشاد للمفيد، ص 52
[4] 4. مجمع البيان، ج 8، ص 342، و البحار، ج 20، ص 202. وجه تسميته بفارس يليل هو أنّه أقبل في ركب من قريش، حتّى إذا هو بيليل و هو وادٍ قريب من بدر عرضت لهم بنوبكر في عدد، فقال لأصحابه: امضوا. فقام في وجوه بني بكر حتّى منعهم من أن يصلوا إليه، فعرف بذلك