اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 208
و قدم الأسارى المدينة بعد قدومه (ص) بيومٍ؛ ففرّقهم بين المسلمين، و قال: استوصوا بهم خيراً، إلى أن فداهم أهل مكّة.
ثم أرسل (ص) عبدالله بن رواحه مبشّراً إلى أهل العالية ما كان من جهة نجد من المدينة و بعث زيد بن حارثة إلى أهل السّافلة ما كان في جهة تهامة بما فتح الله على رسوله و على المسلمين.
بعض نتائج حرب بدر
1. إنّ قريشاً الّتي كانت تحبّ الحياة قد واجهت في بدر ضربة روحيّة قاسية جدّاَ، و أصابها هلع[1] قاتل، و هي ترى أنّ حياتها مع هؤلاء المسلمين قد أصبحت في خطر حقيقي. و قد كان لهذا الخوف و الهلع أثر لا ينكر على حروبها اللّاحقة مع المسلمين؛ فإنّ الخائف اللّجوج بطبيعته يتّخذ الاحتياطات كافّة لتأمين النّصر لنفسه مع احتفاظه بالحياة؛ و لذا فقد حاولت قريش في حملاتها اللّاحقة أن تكون أكثر دقّةً و تركيزاً، و أوسع حشداً[2] و استعداداً، من أجل القضاء على هذه الحركة الّتي تراها تهدّد مصالحها و امتيازاتها في المنطقة؛ اجتماعيّاً، و سياسيّاً و اقتصاديّاً و غير ذلك.
2. و من الجهة الأخرى، فقد قويت نفوس المسلمين بذلك و عادت لهم الثّقة بأنفسهم بصورة ظاهرة، و شجعهم هذا الانتصار غير المتوقّع على مواجهة ما كان إلى الأمس القريب، يرعبهم حتّى احتماله، فضلًا عن التّفكّر فيه أو مواجهته. و قد كان هذا الانتصار في المستوي الّذي صعب على بعض أهل المدينة التّصديق به.
3. لقد أعانتهم تلك الغنائم الّتي حصلوا عليها إلى حدّ كبير على مواجهة