اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 205
فأرخى من وثاقه؛ فقال رسول الله (ص): ما بالي ما أسمع أنين العباس؟ فقال رجل من القوم: إنّي أرخيت من وثاقه شيئاً. فقالَ (ص): «فافعل ذلك بالأسارى كلّهم».[1] و هذه الرّواية الّتي تمثّل عدل النّبيّ (ص) و دقّته في مراعاة الأحكام الإلهيّة و صلابته في الدّين؛ فإنّه (ص) لم يكن ليرفق بأقاربه، و يعنف بغيرهم.
و أمره بمفاداة نفسه، و عقيلًا و نوفل ابنَي أخيه، فأنكر أن يكون له مالٌ: فقال له (ص): أعط ما خلّفته عند أمّ الفضل، فقلت لها: إن أصابني شىء، فأنفقيه على نفسك و ولدك. فسأله من أخبره بهذا، فلمّا عرف أنّه جبرائيل قال: محلوفة،[2] ما علم بهذا أحدٌ إلّا أنا و هي؛ أشهد أنّك رسول الله.
فرجع الأسارى كلّهم مشركين، إلّا العبّاس و عقيلًا و نوفل و فيهم نزلت هذه الاية:[3]
و في نصّ آخر: أنّه لمّا طلب منه الفداء، ادّعى: أنّه كان قد أسلم، لكنّ القوم استكرهوه. فقال له (ص): الله أعلم بإسلامك، إن يكن ما تقول حقّاً فإنّ الله يجزيك عليه، فأمّا ظاهر أمرك فقد كنت علينا.[5] و هذا يدلّ على أنّه لا مجال لدعوى: أنّ العبّاس كان قد أسلم قبل بدر سِرّاً،
[1] 1. تاريخ الخميس، ج 1، ص 390، و صفة الصفوة، ج 1، ص 510