اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 171
الزّبير بن عبدالمطّلب و تبعهم أيمن ابن أمّ أيمن مولى رسول الله و أبو واقد، فجعل يسوق بالرّواحل، فأعنف بهم، فأمره (ع) بالرّفق فاعتذر بخوفه من الطّلب ....
و لمّا بلغ النّبيّ (ص) قدوم علي (ع)، قال: ادعوا لي عليّاً. قيل: يا رسول الله لا يقدر أن يمشي. فأتاه بنفسه، فلمّا رآه اعتنقه و بكى رحمة لما بقدميه من الورم و كانت تقطران دماً، فتفل النّبيّ (ص) في يديه و مسح بهما رجليه و دعاله بالعافيةِ، فلم يعد يشتكي منهما حتّى استشهد.
ثم قال لعلي: «يا علي، أنت أوّل هذه الأمّة إيماناً بالله و رسوله، و أوّلهم هجرةً إلى الله و رسوله، و آخرهم عهداً برسوله؛ لا يحبّك و الّذي نفسي بيده إلّا مؤمن قد امتحن قلبه للايمان و لا يبغضك إلّا منافق أو كافر».[1] و كان نزول علي (ع) بقباء في النّصف من ربيع الاول[2]. و كانت إقامته بقباء ليلة أو ليلتين.[3]
تأسيس مسجد قبا
و خلال إقامته (ص) في قباء أسّس مسجد قباء المعروف، و يبدوا أنّ صاحب الفكرة، و المباشر أوّلًا في وضع المسجد هو عمّار بن ياسر.[4] و مسجد قباء هو المسجد الّذي نزل فيه قوله تعالى: «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى
[1] 1. راجع: أمالي الشيخ الطوسي، ج 2، ص 86 83، و البحار، ج 19، ص 67 64 و 85، و تفسير البرهان، ج 1، ص 332 و 333 عن الشيباني في نهج البيان، و عن الاختصاص للشيخ المفيد، و المناقب لابن شهر آشوب، ج 1، ص 183 و 184، و إعلام الورى، ص 190 و راجع: إمتاع الأسماع للمقريزي، ج 1، ص 48، و أسد الغابة، ج 4، ص 19