اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 162
بأن يأخذوا من كلّ قبيلة شابّاً جَلَداً[1] قويّاً، حسيباً في قومه، نسيباً و سيطاً،[2] و يعطى كلّ منهم سيفاً صارماً، و يدخلوا على النّبيّ (ص) بأسيافهم، فيضربونه ضربة رجلٍ واحد، فيقتلونه و يتفرّق دمه في القبائل؛ لأنّ بني عبد مناف لا يقدرون على حرب قومهم جميعاً، فيضطرّون إلى القبول بالدّية، فيعطونهم إيّاها، و ينته الأمر.
و لكنّه قد أخبر الله تعالى نبيّه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ[3] وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ»[4]
مبيت عليّ (ع) و هجرة النّبيّ (ص)
إنّ أولئك القوم الّذين انتدبتهم قريش من قبائلها العشر، أو الخمس عشرة، اجتمعوا على باب النّبيّ (ص) و هو باب عبدالمطّلب على ما في بعض الرّوايات[5]- يرصدونه، يريدون بياته، و كانوا عشرة، أو خمسة عشر رجلًا، بل أكثر على اختلاف النّقل، بل قيل: إنّهم كانوا مئة رجلٍ.[6] فأمر (ص) أميرالمؤمنين، عليّاً (ع) بالمبيت على فراشه، بعد أن أخبره بمكر
[6] 6. السيرة الحلبيّة، ج 2، ص 280، و نور الأبصار، ص 15.
و نحن نستبعد هذا العدد الأخير، و ذلك لمخالفته لسائر الرّوايات، مع أنّ ما ذكرته الرّواية من أنّ عدد القبائل كان مئة قبيلة، لا نجد له ما يؤيّده، و احتمال أن يكون قد خرج من كلّ قبيلة أكثر من واحدٍ ينافيه التّصريح بأنّ الخارجين كانوا واحداً من كلّ قبيلة.
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 162