responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 147

كبير بقصد الحج، ربما تقدّر عِدّتهم بخمس مئة؛[1] فيهم المشركون، و فيهم المسلمون، المستخفّون من حُجّاج المشركين من قومهم تقيّة منهم.

و التقى بعض مسلميهم بالرّسول (ص) و وعدهم اللّقاء في العَقَبة في أواسط أيام التّشريق ليلًا، و أمرهم أن لا ينبّهوا نائماً و لا ينتظروا غائباً.[2] و في تلك اللّيلة بالذّات ناموا مع قومهم في رحالهم؛ حتّى إذا مضى ثلث اللّيل، بدؤوا يتسلّلون‌[3] إلى مكان الموعد، واحداً بعد الآخر، و لا يشعر بهم أحدٌ، حتّى اجتمعوا في الشّعب عند العقبة و هم سبعون، أو ثلاثة و سبعون رجلًا و امرأتان.

و التقوا بالرّسول (ص) هناك في الدّار الّتي كان (ص) نازلًا فيها و هي دار عبدالمطّلب، و كان معه حمزة و عليّ والعبّاس.[4] و بايعوه على أن يمنعوه و أهلَه ممّا يمنعون منه أنفسهم و أهليهم و أولادهم، و أن يُؤوُوهم و ينصروهم، و على السّمع و الطّاعة في النّشاط و الكسل، و النّفقة في العسر و اليسر، و على الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، و أن يقولوا في الله، و لا يخافوا لومة لائمٍ، و تدين لهم العجم، و يكونون ملوكاً.[5]


[1] 1. طبقات ابن سعد، ج 1، قسم 1، ص 149

[2] 2. و يلاحظ هنا: مالهذا التوقيت من أهميّة، فلو انكشف أمرهم، فسيكون ذلك بعد تمام حجّهم و مفارقتهم للبلد، و لا يبقى مِن ثَمّ مجال للضّغط عليهم بشكل فعّال.

و يلاحظ كذلك: أمره( ص) لهم بأن لا ينبهّوا نائماً و لا ينتظروا غائباً، و ذلك كي لا ينكشف أمرهم إذا لاحظ غيرهم عدم طبيعيّة تصرّفاتهم

[3] 3. تسلّل من الزّحام: انطلق في استخفاءٍ

[4] 4. إعلام الورى، ص 59، و تفسير القمي، ج 1، ص 273، و البحار، ج 19، ص 13 12 و 45 عنهما و عن قصص الأنبياء، و راجع: السيرة الحلبيّة، ج 2، ص 16، و السيرة النبوية لدحلان، ج 1، ص 152. مع الشك في هذا الأخير كما سنشير آنفاً

[5] 5. و يروي المالك( في الموطأ، المطبوع مع تنوير الحوالك، ج 2، ص 4) عن عبادة بن الصّامت:« بايعنا رسولَ الله( ص) على السّمع و الطّاعة، في العسر و اليسر، و المنشط و المكره، و أن لا ننازع الأمر أهله، و أن نقول أو نقوم بالحقّ حيثما كنّا، لا نخاف في الله لومة لائمٍ».

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست