responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 114

و كيف كان فإنّنا نقول: إنّنا نرجّح أنّه لم يكن سوى هجرة واحدة للجميع، عليها جعفر بن أبي طالب (ع)، الّذي لم يكن غيره من بني هاشم، فلم يكن ثمّة هجرتان، عشرة أوّلًا، ثُمّ الباقون ثانياً، و إن كان خروجهم إنّما كان أرسالًا حفاظاً على عنصر السّريّة، و ذلك بدليل الرّسالة الّتي وجّهها الرّسول (ص) إلى مَلِكِ الحبشة مع عمرو بن أميّة الضّمري، و الّتي جاء فيها. «قد بعثت إليكم ابن عمّي جعفر بن أبي طالب، معه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فأقرهم ...».[1] و هذا هو الظّاهر من رواية أخرى عن أبي موسى، قال: «أمرنا رسول الله (ص) أن ننطلق. جعفر بن أبي طالب إلى أرض النّجاشي ...»[2] و إن كانت هجرة أبي موسى هذه محلّ شك، فإنّه لم يسلم إلّا في المدينة في السّنة السّابعة من الهجرة.

و نعتقد أنّ هجرة جعفر إلى الحبشة لم تكن بسبب تعرّضه للتّعذيب من قِبَل قريش، فقد كانت قريش تخشى مكانة أبي طالب و تراعى جانبه و جانب بني هاشم بصورة عامّة؛ و إنّما أرسله النّبيّ (ص) مع المهاجرين ليكون أميراً عليهم، و مدبّراً لأمورهم، و مشرفاً على شؤونهم و مصالحهم، و حافظاً من أن يذوبوا في هذا المجتمع الجديد، كما كان الحال بالنّسبة إلى ابن جحش الّذي تنصر في الحبشة.

محاولة قريش اليائسة

و بعد أن صَحا[3] مشركو مكّة من عنف الصّدمة و رأت قريش استقرارهم في‌


[1] 1. البدايةو النهاية، ج 3، ص 83، و البحار، ج 18، ص 418، و إعلام الورى، ص 46 45 عن قصص الأنبياء

[2] 2. البداية و النهاية، ج 3، ص 70 عن ابن نعيم في الدلائل، و السيرة النبوية لابن كثير، ج 2، ص 11

[3] 3. صَحَى السُكرانُ: ذهب سكره و أفاق؛ يقال: صحى من سكره و فلان: ترك الصّبا و الباطل. و العَنف: ضدّ الرّفق.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست