responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 273

فجاءت الفاء لتربط الحدث الذي هو إخبار عن حصول، بالحالة التي يعيشها الأبرار، و بالعمل الذي أنجزوه بصورة مباشرة، حتى لا يبقى الإنسان في حالة انتظار و توقع، فإن سياق إنشاء الكلام- بسبب الفرق بين ثم و الفاء، أو بين الفاء و بين أي تعبير آخر- يشير إلى الفصل و التراخي ..

و- و يرد هنا سؤال هو: أن الآية قد ذكرت: أن اللّه هو الذي يقي الأبرار من شر ذلك اليوم .. مع أن الآية السابقة قالت: إن اليوم الذي يخافون منه، إنما هو من قبل اللّه تعالى .. فكيف يكون اليوم من جهته، ثم يكون هو الواقي منه؟! أ ليس الأولى هو: أن يلغي ذلك اليوم من أساسه، بدلا من أن يوجده ثم يقي منه؟ ..

و الجواب: أن وجود هذا اليوم ليس لأجل أن يخاف منه الأبرار، فإن غير الأبرار أيضا لهم دور في وجود ذلك اليوم، و سوف ينالهم منه ما يناسب أعمالهم، و لن يقيهم اللّه سبحانه شره .. فلا ضير، و لا محذور، في أن يكون ذلك اليوم من قبل اللّه .. و هو الذي يقي منه الأبرار.

ز- إن أعمال الأبرار هي التي جعلتهم أهلا للكرامة الإلهية، و بها تكون لهم الوقاية و الرعاية. و لو لا أعمالهم فلا وقاية لهم. فالوقاية سنة إلهية، و اللّه يجري الأمور بأسبابها، لكن سببية هذه الأسباب مجعولة من قبله سبحانه، و إثارة هذه الأسباب و تحريكها إنما يكون بفعلنا نحن، و قد جعلت النار و خلقت لمعالجة الذنوب، و خلقت الجنة للثواب على الطاعات .. و قد روي عنهم [عليهم السّلام‌]: اتقوا النار و لو بشق تمرة ..

الوقاية و التفضل:

و لكن اعتبار الوقاية نتيجة للعمل. و جزاء عليه .. لا يعني عدم وجود أي تفضل إلهي .. بل التفضل قد يكون في نفس مقدار الجزاء، و ذلك‌

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست