responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 263

ما ازددت يقينا.

مع أن يوم القيامة هو من الأمور الغيبية، التي لا يسهل اليقين بها، فضلا عن أن يصبح كأنه يراها رأي العين، إذ إن ما لا يكون من الأمور الحسية، و لا الفطرية، و لا من الأحكام العقلية، بل هو من الأمور السمعية، يكون اليقين به صعبا، فضلا عن أن يصبح كأنه مشاهد بالعيان، فإذا بلغ اليقين إلى هذا الحد .. فذلك أقصى درجات الإيمان و المعرفة، و هو يعبر عن الأدوار الصعبة، التي قطعها أولئك الأبرار، حتى بلغوا هذه المراتب، فإن للمعرفة دورها في صفاء الإيمان، و في رهافة الشعور، و في دقة الإدراك، و صحة اليقين ..

الحديث عن الشدائد لما ذا؟!:

و يلاحظ: أن الحديث هنا قد جاء عن الخوف من ذلك اليوم العبوس القمطرير، لا عن المثوبات العظيمة للمطعمين، فلم يقل:

نطعمكم رغبة في الجنة، أو في الثواب الجزيل، و الأجر الجميل مثلا.

و ربما يكون السبب في ذلك:

أنهم لا يريدون جعل عملهم تجاه اليتيم، و الأسير، و المسكين، ذريعة للمثوبة، بحيث تكون المثوبة جزاء له، لأن إيكال المثوبة إلى فضل اللّه سبحانه هو الأمثل و الأولى ..

و ذلك لأن المهم عندهم هو الحصول على رضا اللّه سبحانه .. لا الحصول على المكافآت و النعم لأنفسهم. فإن ذلك قد يشير إلى شي‌ء من الاهتمام منهم بالذات، و حب اكتساب المنافع لأنفسهم كأشخاص.

مع أن رضا اللّه أعظم النعم .. فقد قال تعالى: وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ‌

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست