فالشدة تشير إلى شدة التكرّه له، و عمق النفرة، و عظيم الخوف منه، كما أنها تشير إلى وجود أمر عظيم يدفع إلى التشدد في العبوس فيه.
أو تكون بمعنى كثير العبوس، و في ذلك إشارة إلى تعدد المناشىء الموجبة لظهور هذا الأثر المكروه في وجه ذلك اليوم ..
«يَوْماً عَبُوساً»:
و اليوم من حيث هو زمان و لحظات لا يوصف بالعبوس و لا بالبشاشة .. و إنما نسب إليه العبوس، و وصف بهذا الوصف على سبيل الكناية و المجاز، فهو كوصف السماء بالكآبة و التجهم، في قول الشاعر:
فإذا كان الإنسان يرى في هذا اليوم أمورا يكرهها، و مصائب و آلام ينفر منها، فإنه ينسب ذلك إلى اليوم الذي احتواها، و كان ظرفا لها.
فكأنه ينظر إلى صفحة هذا الزمان، فيشبهها بالوجه، فيرى فيها تلك الشدائد، فيشبهها بالتجاعيد المستكرهة. التي يعبر عنها بالعبوس، الذي يشير إلى وجود خلفيات و نوايا مستكرهة لدى العابس، فيخاف منه.
و بذلك يظهر عدم صحة قولهم:
إن المراد: هو أنهم يخافون يوما يكون الإنسان فيه عابسا بسبب الشدائد ..
رؤية واضحة:
و هذه الآية تشير إلى شدة وضوح أمر يوم القيامة للأبرار، حتى كأنه حاضر لهم، يرون وجهه رأي العين، و يميزون بين قسماته، و يدركون حالاته. تماما كما قال أمير المؤمنين [عليه السّلام]: لو كشف لي الغطاء