responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 242

فذلك يختزن احتمالين:

أحدهما: أنك تستحق الجزاء و الشكر، و لكنك لا تطلبهما منه. و لعله لو أعطاك الجزاء من عند نفسه، فلا تكون منزعجا، بل قد تكون مسرورا.

الثاني: أنك لا تريد ذلك، بسبب عدم الاستحقاق، فهو من قبيل القضية السالبة بانتفاء موضوعها. و حيث إن هذا النوع من القضايا مما لا ضرورة لإجراء الكلام على وفقه، فينحصر الأمر في الاحتمال الأول ..

«لا نريد» مرة ثالثة:

و هنا أيضا سؤال آخر في الآية، و هو أنه لماذا قال تعالى: لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً ..

و لم يقل: لا تجازوني و لا تشكروني، ألا يكون ذلك أوقع و أشد في رفض الجزاء و الشكر، و في تطمين السائلين إلى سلامة النوايا؟! ..

و يمكن أن يجاب: بأن هذا التعبير «لا تجازوني، و لا تشكروني» يستبطن تعليما سيئا، و خطأ جسيما .. لأن المفروض بالإنسان هو أن يعيش المعاني الإنسانية في داخل ذاته، و أن يشعر مع الآخرين، و يشاركهم في قضاياهم ..

و قولك له: أريد منك أن تكون غير شكور و غير شاعر بالامتنان تجاه من يحسن إليك، يماثل قولك له: أريد أن لا تكون إنسانا، يشعر بقيمة الإحسان.

فكأنك تقول له: انقض أحكام عقلك، و فطرتك، و أخلاقك، و لا تصغ لقوله تعالى:

هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ!!

فهل يعقل هذا؟! ..

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست